ثلاثة أشهر داخل الحبس الانفرادي، ماذا يُمكن أن يحدُث لمالك عدلي؟
اثبتت دراسات كثيرة أن الحبس الانفرادي ما هو إلّا تعذيب نفسي قد يؤدي إلى تحطيم الإنسان من الداخل ومن الخارج؟ مما يجعله يفقد السيطرة والإحساس بكل شئٍ حوله.
هذا العقاب هو في الأصل وسيلة لمنع السجين من الشغب واستخدام العنف تجاه السجناء الآخرين من الوقوع في الأذى، ولكنه أصبح وسيلة لكسرِ عزيمة السجين وإحباطه، وهذا ما يتعرّض له مالك بعد اتهامه بالتشجيع على التظاهر ضد النظام، ونشر الشائعات في قضية بيع تيران وصنافير.
بضعة أيام أو أسابيع داخل زنزانة صغيرة بدون فراش للنوم، ومكان متسّخ لقضاء الحاجة، وباتصال نادر بالعالم الخارجي (الزيارات الرسمية فقط)، قد يدفع الإنسان للجنون.
اثبتت الدراسات وبعض الأطباء النفسيين أن العُزلة تؤدي إلى اضطراب في النوم، صعوبة في الهضم، عدم السيطرة على الانفعالات، فرط في الحساسية للمؤثرات الخارجية نتيجة الصمت القاتل الذي يعيش فيه السجين، صعوبة في التفكير والتركيز، وضعف بسيط في الذاكرة.
الحبس الانفرادي قد يؤدي أيضًا إلى التفكير في أذيّة النفس أو الانتحار، فقط لأنه الوسيلة الوحيدة للهروب من هذا السجن النفسي؛ وأيضًا في هذه الحالة، يكون الإنسان في أضعف حالاته، والتي تجعله قادرا على فعل أي شئ دون حتى أن يشعر.
في أول المدّة المحددة لك داخل الحبس الانفرادي، تتجه إلى صراع مستمر مع عقلك؛ ولأنك لا تفعل شئ إلا أن تُحدّق في سقف الغرفة أو الجدران أو الظلام، فأنت في سباقً دائم مع العقل الذي يضعف وتقل لديه القدرة على الحفاظ على توازنه مع الأشياء المحيطة به، هذا بالإضافة إلى تدهور شديد بصحة السجين وخسارته لوزنه وكرامته.
وما خفي كان أعظم.