محمد أبو شنب يكتب: انبهري يا هبة

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة عجيبة وغريبة ومحدش فاهمها، ولا حد هيفهمها، لكن هذا لا يمنع إن فيه تجليات للفهم.. اعظم تجليات الفهم كان جملة أحمد التباع في مكالمته الشهيرة مع هبة: \”إنتي ها تنباهري يا هبة\”

الانبهار.. المحرك الرئيس في العلاقة، والهاجس المسيطر علی أي راجل في الدنيا.

تعال نفتكر كده مع بعض.. غالبا إحنا من طفولتنا المبكرة، من وقت ما كنا نحاول نتكلم وننطق الحروف ونقف علی أرجلنا ونخطو أول خطوة علی الأرض، كان الباعث هو الإبهار.. إبهار أنثی ما.. كانت وقتها الأم.. هي الأنثی الأهم والأجمل، والتي تستحق كل الإبهار ومحاولات الدهشة.

نجاحاتي في المدرسة الإبتدائية والإعدادية قبل فترة المراهقة، كانت من أجل أن أدهش أمي.

مع بدايات فترة البلوغ والدخول في طور الرجولة، تفتحت الأعين علی عيون أخری قابلة للإبهار.

زميلة فصل الدراسة ذات الشعر الأسود الناعم والعينين العسليتين، التي تشبه قصتها \”قوصة\” مي عبدالنبي، وقتها كانت مقصد أولاد الفصل جميعا، في أن تفتح فاها أو تلمع عينيها منبهرة.

أن تبهر فتاة المدرسة وتدهش براءتها الأولی، كانت المحاولات تتنوع بين محاولات التفرد بالمهارة في الدراسة، ولعب كرة القدم والأنشطة المختلفة وحتی المشاغبة، وتسلق أسوار المدرسة وافتعال الخناقات مع المدرسين وتقليد الكبار بمحاولات التدخين الأولی أمامها وخلافه.

محاولات الإدهاش تبدأ ولا تنتهي.. تطور العلاقة بين الرجل والمرأة حتی تصل لمرحلة الإعجاب والحب والغرام، تظل طوال الوقت من جانب الرجل، هي محاولة مستمرة ولا نهائية منه.. أن يظل حيا قادرا علی الإبهار.

العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة هي علاقة عادية جدا، ولا معنی لها إذا فقدت محاولات الإبهار والدهشة.. قد تسمع عن علاقة جنسية باردة، وحين تسأل عن التفاصيل يتجلی لك المشهد.. إنها مجرد علاقة ذكر كائن حي بأنثی كائن حي من نفس النوع، دون محاولة من الرجل أن يبهرها، ودون أن تظهر هي الإندهاش.

يظل سؤال كل رجل ذكر في العلاقة، يدور بلا إجابة.. هل أبهرتها بأدائي؟ هل كنت مختلفا ومدهشا؟ حتی إنه قد يبادر أنثاه باسئلة ساذجة عن حجم أعضائه وقدرته علی أن \”يغيب\” ويستمر ويستمر.

قد تأتي الإجابات عادية أو مطمئنة للرجل، لكنه يظل يسأل دون أن يأمن للإجابة، وفي كل مرة يظل في حاجة لتأكيد من أنثاه أنه مبهر وقادر علی الإدهاش.

رجاء لكل أنثی.. لكل حبيبة.. إحنا رجالة هبل وغلابة، وأغلب من الغلب، ولا شيء يفرحنا في الدنيا قد لمعة عين مندهشة من أنثی.. أرجوكم إنبهروا من أجل حياة سعيدة علی هذا الكوكب.

شوية إنبهار قد يحسنوا من حياتنا جميعا، ونعيش بلا خناقات ولا حوادث سيارات ولا حروب.

إنبهري يا هبة.. أرجوكي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top