محمد أبو شنب يكتب: أنا لا أحب أبو تريكة

لست من دراويش أبو تريكة لاعب الكرة.. لست من المهتمين بالأساس بالربط بين أخلاقيات أي نجم مشهور وما يقدمه من فن أو طريقة آداء.

عموما اتحسس من أي أحد يتم تقديمه لي بشكل أخلاقي في مجال مهنته.. أبو تريكة واحد منهم، لذلك فأنا لا أحب أبو تريكة.. لا اكرهه بالطبع.. مجرد لاعب كرة ماهر سبقه نجوم، وسيأتي من بعده آخرون.

أبو تريكة يشبهنا كثيرا.. لم يهبط علينا من سمائهم, هو نبت أرضنا بملامحه المعروقة وطلته الريفية.. ابن لأسرة بسيطة من ريف الجيزة. نقلته موهبته من عامل بقمائن الطوب في قريته لملك متوج على عرش قلوب محبي كرة القدم.. ليس في مصر وحدها، لكن في العالم العربي كله دون استثناء.. مصدر أمواله شهد عليه كل متابعي كرة القدم عبر كل تمريرة وتسديدة في الملاعب المكشوفة، أو حتى حضوره محللا لمبارايات الكرة عبر الاستوديوهات المغلقة.. أموال أبو تريكة نحن جميعا شهود على مصدرها وعلى حلها وشرعيتها.
هذا المقال بالأساس ليس للدفاع عن أبو تريكة أو الهجوم عليه.. المقال لك أنت عزيزي القارئ.
\”ماذا لو كان أبو تريكة نجما مكروها؟\” هل كنت ستدافع عنه لإحساسك أنه تعرض للظلم, أم كنت هتعمل من بنها وتقول وأنا مالي؟ مجرد انتشار خبر التحفظ على أموال أبو تريكة، انتشرت حملة التضامن مع لاعب كرة القدم السابق وعنوانها وجملتها الافتتاحية \”اللاعب الخلوق\”.. \”ملك القلوب\”.. \”القديس\”.. صار دفاعنا عن المظلومين – أو بلغة أدق من نشعر أنهم مظلومون- حسب محبة الجماهير وكراهيتهم.. حسب محبتنا أو كرهيتنا.. حسب تقييمنا لأخلاقهم ورضانا عن أفعالهم وتصرفاتهم.
سؤال أكثر بساطة.. ماذا لو قرأت خبرا أن الأستاذ مرتضى منصور المحامي، هو من تم التحفظ على أمواله لشبهة تمويله لأنشطة الإخوان المسلمين؟
علاء عبدالفتاح نموذجا:
لا تربطني علاقة شخصية ولا اعرف علاء عبالفتاح سوى أني بدأت التدوين في 2006، وكان علاء عبدالفتاح من رواد التدوين في مصر، وكان مدخلنا لمتابعة آخر ما كتب على المدونات هو صفحة \”علاء ومنال\”.. بعدها تصادفت معه على صفحات الفيس البوك ونالني منه بعض الشتائم.. يعرف الجميع كما أعرف عن تجربة شخصية أن لسان علاء ليس بذاك اللسان الذي ينهي حواره معك بجمل من عينة \”جزاك الله خيرا\”.. هل يعني ذلك عزيزي القارئ أن تقبل ما يتم لعلاء عبدالفتاح من محاكمة – أراها ظالمة ومتجنية- تصل لأن يتم هتك عرضه بأمر النيابة العامة وأمام محكمة بعرض فيديوهات شخصية لأهل بيته في حفل عيد ميلاد خاص؟ هل شعرت بالظلم الواقع على علاء طويل اللسان غير الخلوق؟
كم مرة مر من أمامك منشور على شبكات التواصل الاجتماعي يصف علاء عبدالفتاح بالشذوذ مرة ويعرض صور شخصيه له ولزوجته وتقبلت الأمر واعتبرته عاديا؟
هل يحق محاكمة علاء عبدالفتاح محاكمة ظالمة فقط لأنه ليس قديسا؟
علاء ودومة وأحمد ماهر وغيرهم الكثير من شباب الثورة ذلقو اللسان.. هل تعاطفت مع محاكماتهم الظالمة أم أن التعاطف فقط، تحتكره أنت للخلوقين والقديسين؟
يحق لك أن تدافع عن أبو تريكه إذا علمت أنه مظلوم, كما يجب عليك أن تدافع عن أي مظلوم من حيث إنه مظلوم, لكن تأطير الدفاع عن لاعب كرة القدم السابق في سياق أنه الخلوق القديس، فيه استغلال نفوذ للشهرة وللجماهيرية، بنفس قدر استغلال نفوذ الأموال والسلطة في حالات أخرى.
ما علمته حتى الآن من المواقع الإخبارية بعيدا عن هوجة التعاطف، هو أن ما تم التحفظ عليه هو أموال شركة \”أصحاب تورز للسياحة\”، والتي يشارك اللاعب في رأس مالها، أما مدى صدق التحفظ على كافة أمواله، فلم أجد له مصدرا على شبكة الإنترنت.
بلغة فيزيائية بحتة.. عزيزي القارئ \”لتكن مواجهتنا للظلم من حيث إنه ظلم كقيمة مطلقة، وليس كمقدار موجه من وإلى حسب موقعنا على شبكة الأحداث\”
أخيرا.. اهدي أجمل صباح لقديسات وزهرات الثورة في سجون مصر صباح الخير لسناء ويارا.. تنورو شوارعنا قريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top