(1)
لا أعرف أسخر أم أغضب؟
تناوب الاثنين علي, لم يدعاني وشأني
أشجب أم أشخر؟
أسب أخلاقهم وعفتهم المدعاة، أم أخرج عضوي وأتبول على عفنهم؟
(عبث).. كلمة كليشيهية بشدة, لكن حتى وصف ما يحدث بالعبث, هو اختزال معيب للحالة الراهنة.
الوضع أصبح أقرب, لطفل يعبث في برازه ويأكله, وتصرخ فيه أمه كي يغسل يده جيدا قبل الأكل.
إن كنت تستطيع أن توجد مرادفه واصفة للجملة السابقة أخبرني, فهو الوصف الأمثل للحالة الغرائبية الساخرة.. العبثية.. الدموية.. الساقطة في مستنقع غباء منتن.
(2)
تم قبول استئناف النيابة, على براءة الروائي والكاتب أحمد ناجي حجازي, صاحب رواية #استخدام_الحياة, وحكم عليه بالسجن عامين, انتصارا لأخلاقيات المجتمع, وإعلاءا لقيم تستخدم للاستهلاك الإعلامي, والضحك على ذقون (حقيقة لا أدري الضحك على ذقون من).
لن أضرب الأمثلة بالمدعو مرتضى, أو توفيق, أو بخيت, أو عبعاطي.
لن أتحدث عن التجويع المتعمد, وإفقار وإذلال المواطنين.
لن أصرخ بجمل عن التعذيب, والانتهاكات, وأمناء الشرطة, ووزارة المختلين, المسماة داخلية.
لأن كل ما سبق هو وضع طبيعي, لوطن ارتضى أن يترأسه, شخص يرى السادات يزوره, ويحلم بالنجمة والساعة الأوميجا, ويتحدث عن حروب الجيل الرابع, والخامس, والسادس إن لزم الأمر.
أصبح قدرنا, أن الخيال يسجن, وأن يترك اللجام للخبل, فيعيث في الأرض دمارا, ويلقي علينا ببرازه.
(3)
اعذروني لفجاجة بعض الأوصاف والكلمات, لكن الكتابة هي إطلاق سراح خيالك, بلا أي قيود, أو اعتبارات لأي تابوهات, كون اختيار شخص ما عدم استخدام تلك التركيبات, فذلك هو خياره الشخصي, لا أقبل بأي شكل أن يفرض, أو يكون هناك رقيب على الخيال, من سلطته أن يسجننا.
الكتابة هي الحرية المطلقة غير المشروطة, وبلا اعتبارات أو حواجز.
ومن حقك كقارئ ألا تقرأ, وأن تلقي بكلماتي في أقرب صندوق قمامة, لكن ليس من حق أي قوة على وجه الأرض أن تلزمنا, وتحولنا لدجاج داخل قفص.
نحن لسنا دواب نمتطى, أو تفرض علينا وصاية من أحد, مهما كان, ومها كانت سلطاته.
ولسنا عبيدا, عاجزين عن الصراخ, مقيدين بخوفنا.
نحن أحرار, وسنظل أحرارا, لا ترهبنا سلطة, ولا ديكتاتورا مخبولا يتربع على قمتها, ولا مختلين, التعذيب الوحشي حتى الموت هو تسليتهم.
(4)
الصراع ليس بين أجيال, فالنيابة التي ترافعت بحمية, دفاعا عن (لامؤاخذة) الأخلاق, لا أعتقد أن ممثليها يكبرون ناجي أو أي أحد من جيلنا(مواليد الثمانينيات) بكثير, إن لم يكونوا من نفس جيلنا.
ولا أعتقد أن الصراع طبقي أيضا.
الصراع هو صراع سلطة, الصراع بين الجهل والمعرفة, بين المنطق واختلاله الجاهل, بين الخيال وانعدامه.
الصراع هنا, بين طائفة اعتقدت أنها ملكت الأرض, ومن عليها مجرد أتباع – عبيد لهم, بيدهم الأمر كله, ولا نملك من وجهة نظرهم سوى الطاعة.
لكنهم لا يعرفون من نحن.
ولا يعرفون ما نستطيع أن نفعله.
ولا يقدرون أبدا نتائج ذلك.
والتي ستكون وخيمة.
تدعوكم جماعة من الأدباء والفنانين والمثقفين إلى اجتماع مفتوح بدار ميريت للنشر والتوزيع, للرد على الهجمة المستمرة على حرية الإبداع, والتي كان آخرها حبس الكاتب والصحفي أحمد ناجي حجازي, وذلك يوم الاثنين الساعة الرابعة مساء.
تريدونها خبالا, فلكم ما أردتم.
– عنوان المقال مأخوذ من عنوان مدونة الصديق أحمد ناجي (وسع خيالك.. عش كأنك تلعب)
يُنشر هذا المحتوى في إطار حملة مشتركة بين مواقع \”زائد 18\”، و\”مدى مصر\”، و\”قل\”،و \”زحمة\”. للتضامن مع الروائي أحمد ناجي.