مالك مصطفى يكتب: عن الخامس والعشرين من أبريل.. إلى الأمام

(1)

نساق نحو المذبحة, نعلم أن لا عودة, ولا بديل سوى التقدم, بخطى مطمئنة, إلى الهلاك.

أمامنا الموت, ومن خلفنا الهزيمة, لا يتردد في أذاننا، سوى صوت: \”إلى الأمام\”.

إلى الأمام, حيث لا خطة ولا هدف.

إلى الأمام, حيث لا بديل.. حيث لا شيء, سوى أن نستخدم مرة أخرى.

لكن لا بديل سوى الاستجابة لنداء \”إلى الأمام\”.

(2)

نهبط الميدان في الخامس والعشرين, بمطلب أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان, وأن ليس من حق السيسي, أو غيره  التصرف في الأرض، لكن هل هدفنا هو إسقاط السيسي؟ أم سنتوقف أمام التراجع عن البيع، في حال أن السيسي تراجع, أو قرر الدعوة للاستفتاء, هل سنتسجيب لتلك الدعوة؟

هل سنعطي لنظامه شرعية جديدة؟

هل هناك أي أمل في أن ننتصر في معركة الصناديق؟

لا أعتقد.

لكن لنفترض أن السيسي لم يتراجع, وأصر على موقفه, هل سندعو لإسقاطه؟

هل نود إسقاطه هو فقط؟ أم كل القيادات المتعاونة معه؟

ما الذي (نملك – نقدر- نستطيع – يمكننا) أن نفعله بشكل حقيقي؟

من الذي سينفذ لنا تلك المطالب, وعلى ما نعتمد؟

حسنا, إن افترضنا أن اتفقنا على عزل السيسي \”لم نحل حتى اللحظة محل الجيش من العملية, لكن دعنا ننحيه الآن\”, ما بديلنا لإدارة دولة ما بعد السيسي؟

هل يديرها المجلس العسكري مرة أخرى؟

حكومة انتقالية؟

أم مجلس رئاسي مدني \”دعونا نتوقف قليلا عن السخرية, ونحاول تصور بدائل\”.

مرة أخرى, هل نتفق على الحكومة الانتقالية؟ أم المجلس الرئاسي ؟

من هم الأعضاء؟

وكيفية تمثيلهم؟

هل نملك فعلا فرض أي من الحلين السابقين؟

هل نملك أن نصنع خطابا يدعم أيا من  المطلبين السابقين؟

شخصيا أميل لمجلس رئاسي, يدير شئون البلاد في فترة انتقالية يتم الاتفاق على مدتها, ومن ثم الدعوة إلى انتخابات رئاسية, ولا يكون من حق أعضاء المجلس الرئاسي الترشح للانتخابات الرئاسية, أو التشريعية كي نضمن النزاهة الكاملة والشفافية.

لكن, هل أيا مما سبق يوجد اتفاق عليه؟

– لا أعتقد.

هل نعلم ما نتيجة عدم اتفاقنا, ومضينا نحو المذبحة, رافعين أكفاننا, مقبلين على الموت, كحجيج يقبلون عتبات الموت, منادينهُ, أن أقبٍل, فقد هُزِمنا وحانت لحظة الخلاص؟

هل ارتضينا الهوان لهذه الدرجة؟

(3)

لا نستطيع التراجع عن المشاركة في الخامس والعشرين, ثمن التراجع الآن فادح, وقاتل, وحكم بالفشل التام, والهزيمة التي لن نستطيع العودة منها.

التراجع الآن يعني تصاعد سلطة الديكتاتور بشكل غير مسبوق في تاريخنا الحديث, سيحكم على كل من في السجون, بالتعفن فيها, ومن بخارجها, بمشاركة باقي من بداخلها.

التراجع الآن يعني أن لا صوت سيستطيع الهمس في المستقبل القريب, ولن يصبح أحد منا آمنا.

أعلم أني أطلب من الجميع أن يمضوا إلى المذبحة.

لكن الموت من أمامنا وخلفنا, الأمل الوحيد, هو أن نستطيع أن نتحد حول الأهداف, ونفرضها في كتابتنا, وهتافتنا, أن نعلن أننا لن نتراجع هذه المرة, بدون تنفيذ هذه المطالب, وأن الموت هذه المرة, سيكون أكرم بكثير من الاستمرار تحت نفس السماء, التي يحيوا تحتها.

(4)

موعدنا في الخامس والعشرين, فصبرا للرفاق المعتقلين, والمهددين, يوم حريتكم اقترب, لكني لا أعلم متى موعد حريتنا من الجنون, والحمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top