مالك عدلي يكتب: لن تمروا

لم تكن لدي رغبة حقيقية في الكتابة عن أي شئ بسبب حالة الإرهاق البدني والذهني التي تلازمني منذ يوم 15 أبريل، والقبض على العديد من الجدعان الذين يحتم علينا واجبنا الأخلاقي تجاههم ألا نتركهم أو نلتفت عنهم، إضافة إلى أن مسألة التفريط في أرض دافع عنها آباؤنا بدمائهم، مسألة تقض مضجعي حرفيا.. أحيانا لا استطيع النظر في وجه ابنتي، وأحيانا تسيل مني الدموع رغما عني، وبالطبع لا استطيع النوم ببال هادئ.

أحاول أن أفعل ما بوسعي تحسبا للحظة تسألني فيها، وماذا فعلتم وقت أن قرر بعض المخابيل المدججين بالسلاح التفريط في أرض مات من أجلها أجدادي؟!

لا أخشى من السيسي ولا رجاله، وأعلم جيدا أنني ربما أكون أحد ضحاياهم، ولكن من يأبه؟ لست أفضل من أي من ضحاياهم.

أخذت عهدا على نفسي ألا أحني رأسي لأحد، وألا اتوقف عن أي شئ من شأنه أن أحيا وابنتي مرفوعي الرأس.. لن أنسى دماء الشهداء التي سالت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. وأعلم أن هناك ثمنا سأدفعه عاجلا أم آجلا.

لا أكتب هذا الكلام لأدعي بطولة زائفة -فلست بطلا من الأساس- ولا لأدعوكم أن تصدقوني ورفاقي.. أنا اكتب هذه الكلمات لأني علمت أني متهم على خلفية اعتراضي على التفريط في الأرض المصرية، وأني ادعو للنزول يوم 25 أبريل اعتراضا على التفريط في أرضي وأرض أجدادي، ومن سيأتي من ذريتي.. حسنا هذا شرف لا أدعيه.. ولو قدر لي أن أبقى خارج أسوار سجون الجنرال حتى ذلك اليوم، فستجدونني هناك أبحث عمن يشبهونني.

لم يعلم زبانية الجنرال بعد أننا لا نخشى أحدا إلا الله.. ولا اقول للجنرال سوى: يوما ما ستذكر في صفحات التاريخ أنت وكهنتك وطباليك بما ستستحقونه، وستطاردكم لعنات ضحاياكم، ودماء شهداء الدفاع عن الوطن، بل ستطاردكم كل بيادة تآكلت في الطريق من سيناء للقاهرة.. أما نحن فليس لنا إلا هذا الوطن، وهذه الأرض، ولا نريد سوى الحق، ونعلم أنكم إلى زوال، ولن نترككم مرتاحي البال إلى ذلك الحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top