مالك عدلي يكتب: فجر وتوكل والبونبوني الاستيراد

 

يبدو أن الله سبحانه وتعالى غير راض عن العاهات التي ابتلانا بها في وطننا الحبيب بدءا من لواء ادعى أنه يستطيع تحويل الإيدز لكفتة، مرورا بطالبة في كلية آداب نشرت إحدى الجرائد أنها اخترعت جهازا للتحكم الذاتي في -لامؤاخذة- صواريخ ومركبات الفضاء، ثم طالبة بالصف الإعدادي اخترعت جهازا لتحويل الميثان إلى ألماس، مرورا بوجود من يكرمهم من المسؤولين على تلك المسخرة، وانتهاءا بقطيع الصحفيين الذين لا يستحون من تحويل مثل تلك المسخرة إلى مانشيتات صحفية.. آه والله زمبؤلك كده، فقرر سبحانه وتعالي أو -ربما بفعل قانون الجذب- إتحافنا بالمزيد من هذه الكائنات.

توكل كرمان ظهرت في حياتنا بدون أي مقدمات تناصر وتدافع عن نظام المعزول محمد مرسي ولا نعلم عنها سوى أنها حاصلة على جائزة نوبل، وبمزيد من البحث تجدها صاحبة المقولة التاريخية التي لا يمكن التعلية عليها أن: \” الرجل ذكرا كان أو أنثى….\” لتعود لمحركات البحث للاستيثاق من أنها بالفعل حاصلة على جائزة نوبل، وللإستيثاق من أنها صاحبة هذه العبارة، ثم تستغرب اهتمامها المبالغ فيه ودفاعها غير المنطقي عن نظام الإخوان، ليصبح الأمر اعتياديا وتتعامل مع ما تتفوه به بمنطق: \”عمو حمادة عنده بطه بتعمل كداهو\”.

ولأننا كمصريين مصروف لنا مع كل نظام بونبوناية استيراد، فمع مقدم نظام السيسي، ظهرت فجر السعيد.. استيقظت من نومي يوما ما لأقرا على موقع جريدة الوطن: فجر السعيد: \”ﺳﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ المصرية خرج لضرب إرهابيي ليبيا منذ قليل\”.. حاولت التعامل بمنطق أنه يمكن علميا أن يكون ناشر الخبر قد تعاطي جرعة زائدة من المخدرات، دفعته إلى كتابة هذا المانشيت، لكن فوجئت بعدها أن تحركات قواتنا المسلحة لا أحد لديه علم بها سوى الست فجر، التي اضطررت لمحاولة معرفة من تكون بعدها، ليتضح لي أنها كاتبة دراما كويتية، وأن الجميع يتناقل ما تنشره، وطبعا قررت بعدها الست فجر وضع التاتش بتاعها، فنجدها توجه شكرا لمحمد ابراهيم بعد إقالته، أو تتهم الألتراس بأنه وراء حريق قاعة المؤتمرات، لأجد نفسي – لا إراديا- أدندن: \”عمو حمادة عنده بطة بتعمل كداهو\”.. وحاولت تخيل رد فعل كائن عاقل على مجموعة مانشيتات صحفية من مصر من قبيل:

– كاتبة دراما كويتية تنشر تحركات الجيش المصري قبل الإعلان عنها رسميا

– يمنية حاصلة على جائزة نوبل تتهم الجيش المصري بارتكاب جرائم حرب في ليبيا.

– لواء طبيب مصري يخترع جهازا يمكنه من تحويل الإيدز لكفتة.

– طالبة مصرية بكلية الآداب تخترع جهازا للتحكم في مركبات وصواريخ الفضاء.

– طالبة مصرية بالمرحلة الإعدادية تتمكن من تحويل غاز الميثان لألماس.

– كاتبة دراما كويتية توجه أصابع الاتهام للألتراس بحرق قاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

– كاتبة دراما كويتية توجه التحية لوزير الداخلية المصري المقال على جهوده في خدمة الشعب المصري.

– يمنية حاصلة على جائزة نوبل تثني على التحول الديمقراطي وابتعاد الجيش عن الحكم في اليمن وتتمني أن يحدث ذلك في مصر.

باستمرار هذه الوتيرة من العته المتزايد فيما يتعلق بالأخبار المتداولة عن مصر، أتخيل أن العالم سوف يتعامل مع إعلامنا بمنطق تعاملنا مع صليل الصوارم واتخيل شخصا ما يجلس في دولة مثل النرويج أو السويد، يفتح موقعا على الإنترنت منشورا به أن هناك طفلة مصرية ستحول غاز الميثان إلى ألماس، فيقوم -لا إراديا- بتشغيل أغنية: \”عمو حمادة عنده بطة بتعمل كداهو\”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top