(200) كلمة مع ماجدة خير الله:
الصراع بلغ أشده بين ونوس \”يحيى الفخرانى\”من جانب، وياقوت \”نبيل الحلفاوى\” وعائلته من جانب آخر، وإن كانت كفة ونوس هى الأثقل حتى الآن، ولايزال يسدد ضربات ويحرز أجوان فى شبكة ياقوت وعائلته، وخاصة بعد أن ينضم عزيز \”محمد شاهين\” لجانب ونوس ويعميه الطمع والجشع والأنانية عن إدراك سوء نوايا ونوس، الذى يحقق ما يريد ويصل إلى مآربه فى معظم ألاعيبه، ومع ذلك فمهمته ليست يسيرة ولا محسومة، فهو لا يخرج منتصرًا فى كل معاركه مع الإنسان، قد يداعب -أحيانا- حالات الضعف والهزيمة لدى شخص ما، ويجد لنفسه ثغره يعبر بها إلى روحه، ولكن فى لحظة يمكن أن يخسر الجولة، أو المعركه كلها، إذا صادف شخصا مثل ياقوت، وهو نموذج للإنسان الخطّاء التائب، المصر على توبته.
ويساند ياقوت وينضم إلى كفته \”نماذج\” لم يهزمها ضعفها، وتتمسك بالقدرة على مقاومة رغبات نفسها، مثل الابن الأصغر \”نبيل \” محمد كيلانى، وهو مطرب يتمتع بصوت جميل، ونفس طيبة لم تلوثها إغراءات الحياة، رغم أنه كان يعمل فى ملهى ليلى، ويشاهد بعينه كل الموبقات، ولكنه لم يسقط فيها.
نبيل أيضا يدخل امتحانا صعبا، عندما تقع فى هواه ابنة خالته وخطيبة شقيقه، وتدعوه لحبها، ولكنه يعرض عنها المرة تلو الأخرى.. نبيل هو الأكثر نقاءا وقربا إلى قلب أبيه وأمه.
أما الابن الأكبر الشيخ فاروق، الذى أصبح داعية، فهو يقف فى منطقة وسط، يرغب فى متع الدنيا، ولكنه لايزال يتمسك بالفضيلة لأنه لم يدخل التجربة، ولم تضعه الحياة فى اختبار صعب.
أما الابنة \”حنان مطاوع\”، فهى تعانى من إحساس مفرط بالظلم، وتترك نفسها وقلبها لتصورات المؤامرهةوالحسد، ولا تترك فى قلبها مكانًا للحب أو للتسامح، ولا يهمها من الحياة إلا طفلها \”سولى\” الذى كان مريضا، يعانى من عدم القدرة على الحركة، حتى تدخل ونوس لعلاجه من الوهم.
تتألق حنان مطاوع فى آداء دور المرأة الحاقدة المهووسة بالخوف من الحسد، وتعبر بملامحها وتسريحة شعرها ونظرة عينيها المرتبكة وصوتها المرتعش وكل عضله فى وجهها وجسدها، وحتى فى لحظات صمتها وشرودها، حتى تكاد تمثل كتلة صراع قائمه بذاتها.
أما الفنانة هالة صدقى، فهى تعود بشدة مع \”ونوس\” فى دور الأم القوية التى تدارى ضعفها وهزيمتها، بعد أن تركها زوجها \”ياقوت\” ومعها أربعة أطفال، عانت كثيرا كى تعبر بهم أمواج الحياة وتلاطمها.
وينضم إلى فريق ياقوت رجل الخير الأقرب للدراويش \”القصبى\” (علاء زينهم)، الذى يعيش لخدمة الناس، ويستضيف ياقوت ويقوم برعايته وحمايته.
الصراع الذى نسج تفاصيله ورسم شخصياته السيناريست عبد الرحيم كمال، وقدمه للشاشة فى حالة تجمع بين الفانتازيا والواقعية المخرج شادى الفخرانى، يزداد سخونة فى كل يوم على الشاشة.. أما فى الحياة، فالصراع قائم منذ بدء الخليقة بين ونوس وياقوت.. أى الشيطان والإنسان، بكل ما تحمله روحه من فجور وتقوى.
ولاندرى كيف تنتهى تلك الحرب فى الحياة، ولكن على الشاشة أعتقد أن كفة ياقوت سوف تنتصر في النهاية، لأن الأشرار لا ينهزمون إلا على الشاشة فقط.