(200) كلمة مع ماجدة خير الله:
إحتياجنا للكوميديا والترفيه، لا يعني الاستسلام للفجاجة والقبح، الذى يقدمه \”على ربيع\” ورفاقه فيما يسمى بـ\”صد رد\”،.. إنه بدأ من حيث انتهى محمد سعد وشخصية اللمبى، التى استنسخها فى أكثر من فيلم، ولم يتوقف رغم الفشل المتكرر، حتى أضطر إلى ترك الساحة قهرًا، واعتقد أن عودته مرة أخرى تحتاج إلى معجزة، فى زمن عزت فيه المعجزات، ومع ذلك نجد \”على ربيع\” وبعض ممن ظهروا فى مشروع \”مسرح مصر\”، يتمسكون بتقديم شخصيات شبيهة إلى حد كبير باللمبى، ولا اعتقد أن \”صد رد\” يمكن أن يدخل دائرة التقييم، ولم يلتفت له إلا قلة مندسة ومارقة من الجماهير، بينما نال مسلسل \”نيللي وشريهان\” الثناء الذى يستحقه، وميزته، أنه يقوم على مواقف متصاعدة مكتوبة بعناية وخارج كل التوقعات، وكل الحكايات المهروسة التى يستخدمها المضحكون الجدد، والتى تعتمد على البذاءة والقبح بكل أشكالهما.
\”نيللى وشريهان\”، يضم بالإضافة إلى دنيا وإيمى سمير غانم إثنين من أظرف نجوم الكوميديا، اتنبأ لهما بنجاح كبير إذا تم توظيفهما بشكل جيد، ومن خلال نصوص مناسبة لموهبة كل منهما.. \”مصطفى خاطر\” ينتمى إلى كوميديا الروقان التى لا تعتمد على الصخب، وهو يوظف ملامح وجهه الطفولية فى الإضحاك، ولديه بديهة حاضرة، تسعفه بقدر معقول من الإرتجال المقبول، ثم إنه كوميديان مهندم، لا يعتمد على \”ديفوهات \” فى ملامحه أو طريقة آدائه، إنه يقدم الكوميديا وهو \”سايب إيديه\” ولا يعيبه إلا إستعداده الواضح للسمنة.
أما محمد سلام، فهو صاحب وجه مميز ومقبول جدا، وهو كثير الحركة، ولكن بشكل مدروس، ويلتقط الإفيه ويضيف إليه، بدون أن ينزلق إلى الإستظراف، وهو أيضًا ممثل جيد يستطيع أن يبرع فى الأدوار الجادة، وقد أدرك المخرج أحمد الجندى قيمة موهبة كل منهما، فمنحهما المساحة التى تساعد فى التألق دون إفراط، ودون خروج عن الإطار العام للحكاية، التى هى فى حد ذاتها كفيلة بإشاعة البهجة، وطبعا فكرة البحث عن كنز أو ثروة، تكاد تكون من التيمات مضمونة النجاح إذا تمت صياغتها بحرفية وبإسلوب عصرى، ومع كل حلقة نفاجأ بأحداث لم تكن على البال، تزيد جرعة الضحك، وهناك توزيع جيد للأدوار بحيث تسمح بمساحة للتواجد لشخصيات تظهر فى حلقة واحدة وتختفى مثل مدير متحف المجوهرات الذى لم يقل كلمة، ولكنه كان أحد مصادر الضحك فى الحلقة، أو أحمد فهمى، أو الممثل الظريف الذى يلعب شخصية \”ضاحى\”، والذى يطارد الأصدقاء الأربعة ليعرف سر الكنز الذى يبحثون عنه.
حتى محمود الجندى يضحكنا أحيانا، لأن النص الذى كتبه كل من \”مصطفى صقر، وكريم يوسف\” رسم الشخصيات بعناية تساعد على ذلك.
