ماجدة خير الله تكتب: في السينما المصرية.. الواد يقش ولو كان نص لبة!

هذا ليس نقدا لفيلم \”الخلبوص\”،لأني لم أشاهده، وأشك أنني يمكن أن افعلها، على الأقل هذه الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة وتقترب من حرارة الفرن، فلست من هواة تعذيب الذات، بحيث أخرج من منزلي، وأتجه لدار السينما، واقطع تذكرة بأربعين جنيه، واشتري علبة فشار من الكبير بعشرة جنيهات، ومعها زجاجة مياه مثلجة، يعني تقف عليّا الخروجة بميت جنيه، لأتابع محمد رجب وهو بيستظرف، وعامل نفسه دونجوان خفيف الظل تتنافس مجموعة من الحسان \”الكسر\” على الفوز به! إذن حد يسألني، لماذا أقحمت فيلم \”الخلبوص\” في المقال؟!

ولهذا الشخص أقول له: كويس قوي إنك سألتني، لأن الحكاية محيرة فعلا، أن تكون السينما المصرية تعاني من حالة إفلاس، ونقص شديد في عدد الأفلام المنتجة كل عام، وعندما تفكر شركة ما \”مش السبكي على أي حال\” في إنتاج فيلم، تختار له محمد رجب؟! وهو لم يكن في يوم من الأيام من نجوم الشباك، ولا الباب ولا المنور حتى! وأفلامه السابقة كانت تصادف فشلا ذريعا، لا يقل عن فشل أفلام هاني رمزي!

إذن هذه الشركات بتراهن على إيه؟ وخاصة إذا أضفنا للفشل السينمائي، فشلا مضاعفا في مجال الدراما التليفزيونية، ولا أعتقد أن فضيحة مسلسل  \”أدهم الشرقاوي\”، الذي اصبح \”هيثم الشرقاوي\”، يمكن أن تسقط من الذاكرة!

إذن الحكاية ليست اختيار نجم له شعبية، يمكن أن يحقق للشركة المنتجة مكاسب مادية، تجعلها تتحمل سخافته وضعف موهبته، الحكاية إذن هي البحث عن أي ذكر، تتصدر صورته الأفيش وخلاص، وعندما نقول إن مجتمعنا أصبح مجتمعا ذكوريا، بشكل أعمى يصل إلى درجة المرض، يبقى المهتمين بهذا الشأن، لابد وأن يلتفتوا إلى تلك الظاهرة الآخذة في التضخم، حتى تكاد أن تبتلعنا جميعا.

في السنوات الخمس الأخيرة اختفت تماما الأفلام التي تلعب بطولتها النساء، رغم نجاح بعضهن في التليفزيون، لكن أحدا لم يفكر في انتاج أفلام لـ نيللي كريم مثلا، وهي نجمة تحقق مسلسلاتها نجاحا ساحقا ماحقا لمدة ثلاث سنوات متتالية! وطبعا تراجعت أسهم منى زكي ومنة شلبي، ولم يعد اسم إحداهما مطروحا ليتصدر أفيش أي فيلم ولو تجريبي!

أما الوجوه الأكثر طزاجة مثل دنيا سمير غانم وشقيقتها إيمي، فكل منهما على قائمة الانتظار، ولم تختبر أيهما في تحمل بطولة فيلم، رغم نجاحهما في مجال المسلسلات التليفزيونية!

إذن.. هل العيب في شركات الانتاج السينمائي، ولا في الممثلات اللائي يستعذبن العذاب، والتمسك بذيل أي جاكت لممثل رجل حتى لو كان نصف موهوب؟! ومخافة المغامرة أو المجازفة تضعهن في الصف الثاني لأي ممثل رجل؟

فكرة أن السينما نشاظ ذكوري، تؤكد أننا نعيش في مجتمع مريض غير قابل للشفاء، لأنه استسلم تماما لهذه الفكرة القبيحة، والأكثر قبحا أن البعض، أصبح يروج لفكرة ان العالم كله كده.. يعاني من نفس المرض ونفس الأعراض، حتى هوليوود وبوليوود، أهم عاصمتين للسينما في العالم، يعانيان من مشكلة الذكورة!

ولهذا، البعض يجب أن نقول له: \”خسئت\” وثكلتك أمك، فالأفلام المعروضه تكذب هذا الإدعاء.

في أسبوع واحد شاهدت أكثر من فيلم \”بطولة نسائية\”.. الأول للممثلة المخضرمه هيلين ميرين، باسم WOMAN IN GOLD يشاركها البطولة ريان رينولدز، وتدور أحداثه حول امرأة يهودية تحاول أن تقنع حكومة النمسا باسترداد مقتنيات أسرتها من اللوحات الفنية النادرة والتحف التي تمت سرقتها أيام النازية، وإيداعها أحد متاحف فيينا، وتستعين السيدة بمحام شاب، يستخدم كل مهاراته القانونية في الضغط لاستعادة الثروة الفنية التي تقدر بمئات الملايين من اليوروهات، بالإضافه لقيمتها الفنية والتاريخية.

أما الفيلم الثاني، فهو كوميدي يعتمد على الحركة والمغامرات، باسم SPY بطولة الممثة \”الممتلئة\” ميلسا مكارثي، ويشاركها البطولة كل من جود لو، جاسون ستاثام، في أدوار مساعدة، والفيلم حقق إيرادات في معظم عواصم الكرة الأرضية.

وإذا تركنا سينما هوليوود وحسابات المكسب والخسارة، سوف نجد أن حتى السينما الباكستانية، لها أفلام قيمة عن قضايا نسائية.

شاهدت مؤخرا فيلما من إخراج AIFA NATHARANNIE، وهي مخرجة مهمومة بمشاكل المرأة الباكستانية، وأفلامها تدور حول تلك القضايا، وكان أحدثها باسم DUKTAR وهو عن زوجة شابة تهرب بابنتها الطفلة، التي يرغب والدها في تزوجيها لرجل كهل، ورغم المخاطر التي تواجه الأم، وإدراكها أن زوجها ورجال العائلة سوف يلاحقونها، ويكون مصيرها الموت الحتمي، إلا أنها تواجه المخاطر من أجل انقاذ طفلتها من هذا المصير المؤلم.

إذن سينما العالم تقدم أفلاما محترمة عن المرأه ومن بطولتها، ونحن في مصر، نستسلم تماما لفكرة أن السينما نشاط ذكوري، وترفض شركات الانتاج قبول أي سيناريو من بطولة نسائية، وتفضل انتاج أفلام لأي ممثل نصف موهوب.. المهم يكون رقمه القومي بيؤكد أنه ذكر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top