ماجدة خير الله تكتب: خمسون عامًا مع "الراجل ده حايجنني"!

(200) كلمة مع ماجدة خير الله:

القنوات التليفزيونية على اختلافها، تكتظ ساعات إرسالها فى رمضان بالإعلانات والمسلسلات، أو البرامج، ولا مكان مطلقا للأغانى التى تتعلق برمضان، تلك التى لا نشاهدها إلا من قبيل الصدفة لما يستبد بأحدنا الشوق ويعمل شير لواحدة منها من على اليوتيوب أو أحد المواقع التى تتبنى حفظ التراث الغنائى، فنتبادلها لبعض الوقت، وربما شاركنا فى الاستمتاع بها بعض من الجيل الذى لم يحضر عرض تلك الأغانى فى التليفزيون المصرى فى سنوات تألقه.

وأغنية \”الراجل ده حايجننى\”، التى غنتها صباح مع فؤاد المهندس فى منتصف الستينيات، كانت من أشهر الأغانى الرمضانية، وكان لها شنة ورنة، وكانت تذاع فى اليوم الواحد عدة مرات، وهى من تأليف حسين السيد، وألحان محمد الموجى، وأخرجها محمد سالم، وتم تصويرها بكاميرا سينما، وكنت قد قرأت أن فؤاد المهندس تقاضى ثلاثين جنيها، بينما حصلت صباح على خمسين جنيها! وإذا افترضنا أن هذه الأرقام بسعر النهاردة تساوى ثلاثين ألفًا، فهو رقم زهيد بالنسبة لأغنية عاشت لأكثر من ستين عاما، ولازالت من أجمل أغنيات رمضان، ويمكن طبعا أن تحصي عددا ضخما من الأغنيات الرمضانية قدمها أهم مطربى سنوات الخمسينيات والستينيات، مثل محمد فوزى وشريفة فاضل، وطبعا عبد المطلب، والقائمة طويلة جدا، وكلها أغانى خالدة ورائعة، لم ينافسها أى أغننية حديثة.

وطبعا عندما يتساءل المواطن العادى: ولماذا لا يقدم أى من مطربى هذه الأيام أغان حديثة لرمضان؟ حقولك إن نجوم الطرب الآن مايمدوش أيدهم فى مبالغ هايفة، ثم أين الجهة أو شركة الإنتاج التى يمكن أن تقدم أغنيه تقدم فقط فى رمضان، وتتكلف الشىء الفلانى إذا تم تصويرها كمان؟ ثم أن مطربى ونجوم المرحله مشغولين لشوشتهم فى تصوير إعلانات لشركات الإتصالات، أو للكمباوندات الحديثة والشاليهات الساحلية.. تلك الإعلانات التى يتقاضون فيها الملايين نظير عدة ساعات تصوير فقط، ثم ينتهى مفعول الإعلان مع نهاية الشهر الكريم، ويسقط من الذاكرة، فإذا جاء العام القادم يتم تصوير إعلانات جديدة بمبالغ ضخمة، تنتهى أيضا إلى لا شىء، وتبقى أغانى زمان أم خمسين جنيه خالدة، على مر الزمان.

للاستماع ومشاهدة أغنية \”الراجل ده حايجنني\”.. اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top