ماجدة خير الله تكتب: "جراند أوتيل".. رومانسية وجريمة ومؤامرات.. ولا الحوجة للتركي

(200) كلمة مع ماجدة خيرالله:

إنخلع قلب ملايين المتابعين لحلقات “جراند أوتيل\”، بمجرد إنزلاق قدم أمين (محمد ممدوح)، خوفا من أن يكون قد أصابه مكروه، وتبين في لحظة أن الجماهير قد تعلقت بهذا العاشق الطيب، الذي لا يتردد في التضحيه لآخر مدى لإسعاد \”ورد\”، الفتاة التي أحبها، ولم تبادله الحب.

هذا النموذج يذكرنا بشكل ما، بـ\”أحدب نوتردام\”، وبعض الشخصيات الدرامية والأدبية المنبثقة منها، ولاشك أن اختيار محمد ممدوح لأداء الدور، رفع من قيمته، خصوصا أنه استخدم كل الأدوات المتاحة للممثل من حركة الجسم وميل الرأس الدائم مع تدلي الشفة وتهدج الصوت، خاصة في لحظات الانفعال، ونظرات العين التي لا تحدق أبدا فيمن يحدثها.

مسلسل \”جراند أوتيل\” يلعب لوحده في منطقة لا ينافسه فيها أحد، وتستطيع أن تدرك مواطن الإبداع التي وضعها السيناريست \”تامر حبيب\” في رسم الشخصيات، التي تبدو أكثر حيوية وسخونة من شخصيات النسخة الأسبانية، وخاصة في شخصية قسمت هانم التي تبدو مثل حد الموس.. ناعمة جدا، ولكنها تجرح وتذبح، وابنتها المرتبكة دائما \”آمال\” وزوجها \”إحسان\”، ونازلي الابنة الرومانسية الرقيقة التي تقع في حب أحد موظفي الفندق، رغم كل الاختلافات الاجتماعية التي تقف عائقا بينهما.

أمينه خليل، نموذج مختلف للفيديت الأرستقراطية، تذكرنا بزمن راقية إبراهيم، بكل ما كان يمثله من شياكة في المظهر والأداء.

طبعا دينا الشربيني كارثة فنيه تمشي على قدمين.. تجيد تقديم الشخصية الماكرة المتآمرة التي تستفيد من كل الظروف السئية التي تقع فيها، وتنهض منها أكثر قوة وإصرارا!

أحمد داوود، يكسب أرضا مع كل دور يلعبه، ويؤكد مهارته فى التنقل بين كل شخصية ونقيضها.

سوسن بدر، محترفة كعادتها، وعمرويوسف مقبول في شخصية العاشق الحائر بين الحب والرغبة في الانتقام لما حدث لشقيقته ضحى.

ورغم أننا نعرف من البداية من القاتل أو المتآمر، ومن الضحية، إلا أن الحلقات مكتوبة بعناية تجعل المشاهد لا يهدأ له بال، سواء وهو يتابع الحلقة أو وهو ينتظر الأحداث التالية، حيث إن الأمور تبدو هادئة وناعمة من على السطح، ولكن تشعر وكأن الأوتيل بمن فيه يسبحون على بركة من البارود قابلة للانفجار فى أى وقت.

ديكورات الفندق فاخرة ومناسبة، سواء قاعات الطعام أو سكن الخدم، أو أجنحه السادة، وهناك ربط جيد بين المشاهد الداخلية والخارجية.

المخرج أحمد شاكر خضير خلق أجواءا تناسب زمن الأحداث بكل مرادفاته، وسيطر على أداء الممثلين، بحيث بدا معظمهم فى أفضل حالاته.

إيقاع العمل لا يسير على مهل ولا يلهث، ولكنه يحفز على الترقب والاهتمام بالتفاصيل، لأنها ممتعه بلا صخب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top