(200) كلمة مع ماجدة خير الله:
مسلسل \”المواطن إكس\”، كان فاتحة خير على مجموعة من الممثلين الشباب الذين شاركوا فى بطولته، واجتمع بعضهم بعد ذلك فى مسلسل \”طرف ثالث\”، ولكن تفرقت بهم السبل والطرق، وأصبح كل منهم يهتم بأن يكون بطلا مطلقا بغض النظر عن حجم النجاح أو الفشل الذى يمكن أن يصادفه.
وبعد خمس سنوات من نجاح \”المواطن إكس\”، انطلق يوسف الشريف ليحفر طريقا خاصا به، ولم يهتم عمرو يوسف بأن يكون النجم الأوحد فى الأعمال التى شارك فيها فى السينما أو التليفزيون، لكنه أخلص لكل ما يقدمه.
أما أمير كرارة، فإنه حقق بعض النجاح، ولكنه أصيب بحالة من الجمود، جعلته كمن يجرى فى حذائه، ويطيل النظر لنفسه فى المرآة، فيعجب بها، ويشعر أن ليس فى الإمكان أفضل مما كان.
بمتابعة المسلسلات الأخيرة لأمير كرارة، سوف تكتشف أنها تنويعة على نفس النغمة، مع احتفاظه بمظهره الذى اشتهر به، من اللحية الكثة والشارب والشعر الطويل، الذى يقصه أحيانا، ومع نفس حركة الجسم وطريقة الآداء المتحدية.
ومسلسل هذا العام الذى يحمل اسم \”الطبال\”، وأخرجه أحمد خالد أمين، من تأليف هشام هلال، يؤكد أن أمير كرارة لا يهمه إلا أن يقدم الصورة التى يعشقها عن ذاته، فهو ابن البلد الذى يحمل ملامح قاسية، ولكن \”قلبه قلب خساية\” وحنين، ولازم يكون له شقيق مريض أو حد فى عيلته مريض، ويتورط فى أعمال غير قانونية، ويصبح مطاردا من الشرطة، ولكن يتضح فى النهاية أنه كان يقدم خدمة جليلة للبلد.
صالح \”أمير كرارة\” طبال، تعشقه الراقصه سوسكا \”روجينا\”، وله زوجة طيبة تحاول أن تنجب، ولكنه يرفض بإصرار.. ليه يا سيدى؟ لأن كان له طفل وتوفاه الله، ومع ذلك فقد تزوج من الراقصة!
وحتى يساعد أسرته وشقيقه المريض، فأنه يعمل فى تهريب من يرغب فى الهجرة غير الشرعية، واشتهر بأنه يستطيع أن يبتكر طرقا مختلفة للتهريب، حتى ذاع صيته، ولأن المؤلف متأثر بكل تراث السينما المصرية القديمة والرديئة، فسوف تجد أنماطاُ متكررة، ومواقف سوف تكتشف أنك شاهدتها مرارًا وحفظتها، حيث يقوم أعز أصدقائه بخيانته، ويكتشف أن الشخص الذى ساعده وقدم له يد العون، هو ضابط مندس، يسعى للقبض عليه، أما أبن عمه الذى نهب ميراثه، فقد أصبح عضو مجلس شعب وصاحب سلطة، وبذلك أصبح عاجزًا عن استرداد حقه!
المسلسل لا يضم أى لحظه تنوير، حتى موسيقى تامر كروان ليس بها أى إبداع للأسف، مجرد موسيقى فى خلفية الحدث لا تترك فى النفس أى أثر، وأحيانا يرتفع صوتها، حتى تكاد تغطى على الحوار، وهو أحد أخطاء المكساج الواضحة.
أما أسلوب التمثيل، فيرجع بنا إلى سنوات تعسة لا نريد أن نتذكرها، عندما كان أحمد عبد العزيز يصرخ ويحدق فى الكاميرا ويرتعش شاربه، وهو يخنق كمال أبو ريا!
وإذا كان هناك مواطن قد قرر أن يتابع المسلسل، فلابد أنه يتساءل مع نهاية كل حلقة: ما الذى انتظر حدوثه من الحلقة التالية؟
وسوف يكتشف أن الحكاية لا تسحق المتابعة، فينصرف إلى حال سبيله.
أمير كرارة.. أنت فى مأزق فعلًا، ولابد أن تغير تمامًا من القالب الذى سجنت نفسك فيه، وإلا سوف ينالك مصير أحمد عبد العزيز أو كمال أبو ريا!