ماجدة خير الله تكتب: وماله؟ ياللا نرجع زمن الفن الجميل.. أيام الديكولتيه الواسع والفستان الحمالات!

 

\”شوف البت قليلة الأدب اللي تندب في عينها رصاصة بتقعد حاطة رجل على رجل إزاي! وبتشرب قهوة قدام أبوها.. ده إيه الجيل اللي ما يعلم بيه إلا ربنا ده؟! البنات مابقاش عندها حيا ولا خشا، وهزارهم بقى زي الصبيان، وبتستغفل أبوها وهو قاعد جنبها وتقعد تكلم صاحبها ع الموبايل وتكتب له جوابات.. بنات آخر زمن\”!

وخد من ده كتير.. كلام عواجيز الفرح، اللي ممكن تسمعه من الرجالة قبل الستات، الكل بيتكلم عن الفضيلة الغائبة، وعلى ضرورة إعادتها ولو بالقوه، لكن هل كنا نعيش في وقت ما، زمن المدينة الفاضلة، هل مر علينا أو على أي مجتمع  إنساني ما يسمى بعصر الفضيلة والأخلاق الحميدة، اللي الجميع بيتباكى عليها الآن؟

الملاحظ أن كل شخص بيتولى منصب ما، وخصوصا إذا كان لهذا المنصب علاقة بالفنون، لابد وأن يبدأ عهده، بأن يمطتي جوادا، ويشهر سيفه، ويخرج ع الناس متوعدا المنحرفين والمارقين -من وجهة نظره- ومؤكدا إنه سوف يخرج باحثا عن الست فضيلة، وسوف يعود بها، وهو مجرجرها من شعرها، ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى.. إلى آخر البيت الشهير، الذي أطلقه الله يرحمه عبد الفتاح القصري في فيلم \”إبن حميدو\”!

هل تعرف هاني شاكر؟ قالك أعرفه.. مش ده بتاع غلطة وندمان عليها؟ طب عاشرتة؟ قالك لأ.. يبقى حظك حلو!

هاني شاكر.. يا سيدى، رجل مثل الجبنة البيضاء، اللي من غير ملح، عشان تعرف تاكلها، لازم تضيف لها ميت حاجه، تديها طعم!

أول مرة الناس سمعت عنه، أو خدت بالها منه، لما حاول الصحفي الراحل نبيل عصمت، يعمل حركة مع القراء، وأعلن أن هاني شاكر حايعمل مؤتمرا بمعهد الموسيقى، ويعترف أنه بيحط زمارة في زوره، عشان يبقى صوته شبه صوت عبد الحليم! وطبعا الخبر ازعج عشاق عبد الحليم، لأنه كما هو واضح، خبيث ولا يخلو من نية ابتذاذ، لأن معناه ببساطة أن أي حد، بيغني، يقدر يبقى زي عبد الحليم لو حط زمارة في زروه، لكن تبين أن الخبر سخيف وأنه قال إيه كان كدبة أبريل!

لكن على أي حال، هو بيديك فكرة عن شخصية هاني شاكر، اللي تواطأ –وقتها- مع الصحفي، لازعاج عبد الحليم، وحدثت أزمة مفتعلة من بعض الصحفيين اللي كانوا ضد عبد الحليم، لأنه لم يكن يشملهم بعطفة ورعايته! وكان السلاح اللي بيحاربوة بيه، هو هاني شاكر، اللي اعتقد مش عارفة إزاي وليه، إنه ممكن ينافس عبد الحليم في حياته، أو بعد مماته، وخرج هاني شاكر في حفلة من حفلاتة، ويسأله المذيع بشكل خبيث: تقول إيه لعبد الحليم حافظ؟ يقوم يرد يقول إيه، بعد أن ضم كفيه زي الهنود، وقربها من خدوده اللي بتلمع دائما: \”اقوله.. أخوك الصغير، بيقولك أهلا بيك\”! قال يعني عبد الحليم اترعب من وجود هاني شاكر، اللي خلاص حايهد مملكته!

طبعا عبد الحليم مش بتاع الكلام ده، ورغم أنه كان مريضا وحالته سيئة، لكن مش معقول توصل لإن ناس تقارن ما بينه وبين هاني شاكر! تبقى هزلت فعلا!

قام عامل إيه، راح مطلع لهاني شاكر، عيل أصغر منه، ينكد عليه، وينافسه، والعيل ده كان -الله يرحمه عماد عبد الحليم- عم المطربة أنغام، وقام العندليب مدعم وجود عماد عبد الحليم، اللي طرقع وعمل أغاني وأفلام ومسلسلات، كسرت الدنيا في وقتها، بينما كان هاني شاكر لسه بيسأل حبيبته ويقولها: \”كده برضه يا قمر\”؟ وهي ماتردش عليه!

ولأن ربنا له دائما حكمة، لا ندركها إلا بعدين قوي، وساعات لا ندركها أبدا، فقد أطال في عمر هاني شاكر، أربعين سنة بعد بداية ظهوره، قضاها يغني، وطلع بعده أجيال ورا أجيال، وناس راحت وناس جت، والموسيقى اتطورت وفن الغناء والأداء مر عليه ناس بعضهم نجح وكسر الدنيا، وبعظهم وقع، وهو زي ما هو، مش حاتفتكر له إلا \”كده برضه يا قمر\”، وعشان الحق والمستحق.. أغنية \”غلطة وندمان عليها\”، بالإضافة إنه عاش التلاتين سنة الأخيرة من حياتة \”الحقبة المباركية\” على أغاني عبد الحليم و\”من غير ليه\”، آخر أغنيات عبد الوهاب، وأهي بترزق، ولأن الجبنة البيضاء مالهاش طعم، فيندر أن تذكر موقفا إيجابيا يستحق الإشادة، أو حتى المناقشة، ولا يحضرني إلا إساءته لشعب الجزائر بسبب ماتش الكورة اللعين، مجاملة لعلاء مبارك، وهجومه على ثوار يناير من أجل خاطر عيون عائلة مبارك! ولأن هناك محاولة من جهة ما، لإحياء زمن مبارك، فكان لابد من تصعيد البهاليل،  ووضعهم في مواقع مميزة، طبعا أنت عارف إن النقابات الفنية تحت السيطرة، وليس صدفة أن يفوز أشرف زكي بنقابة الممثلين، ويفوز هاني شاكر بنقابة الموسيقيين، ويكون القرار الأول لكل منهما، نشر الفضيلة أو إعادتها، ولأنه يحتاج إلى إحداث أي صدمة أو هزة ليصبح اسمه على كل لسان وحديثا للقاصي والداني، فكان أن اطلق قرارا بإلزام المطربات المصريات والعرب بالملابس المحتشمة! سواء في الحفلات أو البرامج، أو الفيديو كليب، وبغض النظر عن استحالة تنفيذ القرار، وإن الضجة التي اطلقها النقيب ستنتهي إلى لا شىء، فحتى يحدث هذا اللاشىء سوف نتابع أحداثا تفطس من الضحك، عندما ينزل هاني شاكر ومعه مازورة، يقيس بها فتحة صدر فستان كل مطربة، قبل ظهورها ع المسرح، أو في كليب، وسوف تتهمه بعض مطربات الدرجة التانية والتالتة بالتحرش بهن، ما هو لازم الوضع العبثي ينتهي بوضع أكثر عبثا، وإذا كنت حاتقولي عايزين نرجع لزمن الفن الجميل، حاقولك إيدي على كتفك.. تعالى نرجع لأيام شادية -الله يديها الصحة- لما كانت بتغني لرشدي أباظه \”على عش الحب\”، أو في حفلات أضواء المدينة، أو صباح وهدى سلطان، ووردة الجزائرية، ومها صبري، ونجاة الصغيرة، وربنا يرحم زمن الفن الجميل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top