فياض عبد الإله يكتب: جمهورية علي وهانيا للأمراض النفسية والاجتماعية

مسلسل \”تحت السيطرة\” قدم لنا علاقة بين اتنين علي وهانيا.. غالبية الناس ركزت إن هانيا \”سنها صغير\” وإن علاقة زي دي صعب تحصل أو مابتحصلش كتير، وبالغ آخرون من مُحبي دفس رؤوسهم في التراب وتعرية مُؤخراتهم أن هذا غير موجود في الواقع ويستحيل حدوثة.

وآخرون حبوا العلاقة وبقت Relationship goals على حد تعبير الكثيرين.. وهؤلاء يشعرون بفراغ عاطفي في مُجتمع أغلبية العلاقات فيه فاشلة ومُزيفة، فلا يجدون أي حرج في أن يستكملوه بأي علاقة حتى لو مع شخص مُدمن، لمجرد إنه حنين وبيحتوي صاحبته ومش بيقولها لأ.. وده تصنيفه \” بؤس\”.

علي وهانيا هم في الحقيقة  نتاج أسر مُفككة ومهلهلة وأهالي فاقدين للأهليه لا يعلمون شيئا عن التربية، ومؤسسات تعليمية أكتر فشلا.. ومجتمع إن جاز التعبير عنه فهو إكسبيرد.

يؤسفني أُقولك إن آه، فيه بنات كتير زي هانيا في واقعنا، والمصحات مليانه بيهم في المعادي والتجمع، في نفس سنها وبعضهن أكبر قليلا  وجميعهن لا يزلن طالبات في مدارس إنترناشونال أو في بداية حياتهن الجامعية.

علي وهانيا ضحايا لأسر بتخلف وخلاص بلا أي هدف، بعضهم يجد التربية والحنان في الفلوس والصرف، وبعضهم يجد الحنان في القسوة، ولدولة وجهاز شرطة بيتصرف عليه ملايين وربما مليارات تحت مُسمى \”مُكافحة تجارة المخدرات\”، في حين أنه لا يوجد هناك أسهل من أن \”تقضي\” في أي منطقة أو شارع أو حارة في أي بقعة في مصر بجميع محافظاتها، في حين أنه من الصعب الوصول لكتاب أو من  المستحيلات في بعض الأماكن، فيحتاج الأمر عناء من أجل البحث عن مكتبة، لكن من السهل الوصول لديلر.

حسب آخر الإحصائيات.. ٢٠٪ من الشعب المصري يتعاطى المخدرات و٦٪ مُدمنين بالفعل.. وفي ٤٠ مليار جنيه سنويا بيروحوا على المخدرات. وده الرسمي، يعني الواقع أكتر بكتير.. ده غير إنك أنت يا اللي بتقرا الكلام ده، أكيد تعرف شخص أو أكتر في دايرة معارفك بيضربوا على الأقل حشيش، بلاش برشام وشم وحُقن.

علي وهانيا نموذج لشباب كتير عندهم طاقة وأحلام في مجتمع بيتجاهلها وأسر فاشلة في التواصل، فابيتجهوا للمخدرات والضرب والحياة البوهيمية اللي بتبان حلوة، لكن تظل نهايتها عكسية ومرعبة على الشباب والأهل والمجتمع ككل.

هانيا مابتحبش علي.. هانيا لقت شخص حنين عليها عكس أهلها.. حسسها بشخصيتها وبنفسها، وعرف يحتويها، عكس التجاهل اللي بتحس بيه كبنت في مُجتمع ذكوري، وفي نفس الوقت بيخليها تضرب وبيناموا مع بعض.. علي وهانيا هم طفح جلدي لمجتمع فاشل.

مُسلسل \”تحت السيطرة\” بيفتح بلاعة لمجتمع بيحب يصهين وينكر ويقاوح، وعاجز إنه يواجه مشاكله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top