فتح الله الجمّال يكتب: مكتب تنسيق السجون المصرية يعلن عن قبول دفعات جديدة

\”أنتم أمل ومستقبل مصر\”.. هذه الجملة تتكرر كثيرا في الخطابات الرئاسية لكل من حكم مصر بعد العهد الملكي، ولكن بدلا من أن يتخرج الشاب من الجامعة في أحد الكليات التي اختارها له مكتب التنسيق، ويشق طريقة وسط الصعاب، ويكون أسرة جديدة تخدم الدولة وتستفيد من مواردها.. اصبح استخراج شهادات التخرج الآن من السجون، بل حدث تطور كبير لم يحدث في العهود السابقة، فاصبح مكتب تنسيق السجون يستقبل الراغبين في الالتحاق به بداية من عمر العاشرة فقط، وهناك عدة شروط يجب توافرها لدى الدفعات الجديدة، مثل: الطموح إلى مستقبل ودولة تحترم عقلية الشباب.. رفض التنازل عن أرض مصرية لأي سبب من الأسباب، وربما كان السبب الأكبر في هذا الرفض هو تصرف الرئيس مع الأزمة، واعتماده على أساليب الأنظمة السابقة التي خرج الشعب ضدها في ثورة عظيمة، كان العالم يتحاكى بها لفترة طويلة، إلى أن تمت سرقتها بسبب قلة الثقافة السياسية، وهذا له اسباب عدة، والآن ليس الوقت المناسب لعرضها.

المشكلة الأكبر التي تواجه الرئيس السيسي الآن هي الفجوة الموجودة بين كل أنظمة الحكم وأجهزته المختلفة بسبب السياسات التي تمارسها ضد الشباب، لمجرد التفكير في عرض رأيه وإظهار السلبيات الموجودة، والسخرية منها، بل المصيبة الأكبر هي الحكم بالسجن على من يرى أحقية مصر في جزيرتين، وأصبحت العدالة الناجزة التي كان يطالب بها الثوار في محاكمة الأنظمة الفاسدة التي حكمت مصر، يتم تطبيقها على شباب لم يقتل، أو يرتكب جريمة مخلة بالشرف، وعادت التيمة القديمة إلى سابق عهدها (محاولة قلب نظام الحكم، تكدير الأمن والسلم العام، التحريض على اغتيال الرئيس، التظاهر بدون ترخيص)، ومن سخرية القدر، اتهام الشباب المستعد للموت من أجل مصر بالخيانة.

سيادة الرئيس.. بما أنكم تتعاملون في مصر بمبدأ \”اعتبره أبوك يا أخي\”.. من حقنا أيضا أن يسمع الأب لرأي ابنه كما يقول المثل الشعبي الشهير: \”إن كبر ابنك خاويه\”، لكن ما يحدث الآن هو حبسه، واعتقد أنه من الأفضل أن تكون سعيدا بحب ابنك لوطنه، وإذا كانت وجهة نظره في الحب خاطئة، فليس العقاب هو الحبس والتنكيل بهم.

سيادة الرئيس.. مازال هناك شباب يمتلك أملا -ولو بسيطا- في إصلاح ما تم كسره، وإتاحة الفرصة للعودة إلى البناء والعمل من أجل مستقبل أفضل، بدلا من تكسير الحجر في الجبال!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top