بجد وحقيقى.. لست قادرة على فهم كيف يفكر الجيل الجديد، فيما يخص العلاقات بين الجنسين، وتحديدا في نظرة الشاب للفتاة، وغير قادرة على تصديق وقوف الشاب على مسافة بعيدة عندما يتعلق الأمر بالجهد المفترض أن يبذل كي يكون طرفا في علاقة، ولا أستوعب أبدا أن لدينا جيلا يستوعب التكنولوجيا التي تتطور بسرعة خرافية؛ لكن آلة الزمن تتوقف به عندما ينظر إلى فتاة يريد الارتباط بها.. وتحديدا عندما يريد أن يتزوجها.
كل هذه الأسئلة تصارعت في رأسي وأنا أقود سيارتي، حين انبعثت من الراديو أغنية حلوة في إيقاعها، لفريق بلاك تيما، لكنني صدمت حقا حين انتبهت إلى كلمات الأغنية التي تقول:
\”عايز واحدة.. شوفوا لي واحدة.. والنبي واحدة
عايز واحدة ليس لها ماضي
شوفوا لي واحدة ليس لها ماضي\”
ولأنني أفضل رؤية نصف الكوب المليان، تجاهلت الأمر بإنكار واضح؛ لكن حين أكملت الأغنية:
\”كل ما أقابل واحدة يا ناس ألاقي اللي قبلي عدّى وداس\”
تأكدت حينها أن حالة الإنكار التي تلبستني لن تفيد، وأن هذه الكارثة \”الفنية\” هي حقيقة واقعة، لا مفر منها، أما حين أكمل الفريق:
\”أقولها يا بنت الناس.. تقولي ما تبقاش حسّاس
هاسيبها أنا مش عايز أحتاس
عايز واحدة ليس لها ماضي
شوفوا لي واحدة ليس لها ماضي\”
عند تلك اللحظة تحديدا، تمنيت أن أوقف سيارتي في منتصف الطريق وأصرخ بعلو الصوت: \”وافناااااااه\”.
الصدمة التي أصابتني كانت مزيجا من احتقاري للكلمات، التي تعكس في حد ذاتها احتقارا للنساء، وهلعا من موضوع الأغنية، وكأن كلمات الغزل والغرام انتهت بلا رجعة، وحزنا شديدا على المستوى المتدني في العلاقات، حتى إننا نتغنى بأنه لا فتاة محل للثقة بالنسبة للشاب!
وبالمناسبة.. لا أعلم لماذا ينسى – دوما – من يكتب كلمات كهذه، أو يفكر بهكذا منطق، بأن المرأة تحتاج لرجل لتقوم بعلاقة لن يرضى عنها رجل آخر؛ فلا عزف منفرد في هذه المسألة!
المطرب المسكين يتساءل في نهاية الأغنية:
\”وأنا ليه بقى طلبي محال
عايز واحدة ليس لها ماضى
شوفوا لي واحدة ليس لها ماضى\”
الإجابة ببساطة يا عزيزى: ستجدها إن وجدت رجلا بلا ماضى.