علا الشيخ تكتب: أم الديكتاتور

أم الديكتاتور.. نعم هي بالنهاية \”أم\”، مرت بجميع المراحل التي مرت بها اي \”أم \” في الدنيا.. دللت، وربتت، وتغاضت، وحمت، إلى أن رأت ابنها بات شابا يعتمد على نفسه.

هي أدركت أو لم تدرك أن يوما ما ستنهال السباب عليها على هذه \”الخلفة\” – بالنهاية – لا يهمها الأمر على ما يبدو، فلم نسمع عن أم لديكتاتور تاريخيا، وقفت في وجه ابنها صارخة: \”كفى\”، بل هي تنتظر الـ 21 من مارس من كل عام، ليأتي لها ابنها محملا بالزهور والهدايا ويقول لها: \”كل عام وانت بخير يا ماما\”، ويهديها كما نهدي أمهاتنا، ربما أغنية: \”ست الحبايب يا حبيبة\”.

أحاول أن أتخيل قليلا حال أمهات كل ديكتاتور.. بداية من أم هتلر، مرورا على أم شارون ونتن ياهو، وليس انتهاءا بأم بشار الأسد.. اتخيل شعورهن وهن يتلقين الورود من أبناء، رمّلن أعدادا لا تحصى من النساء.. أتخيل منظرهن وهن في كل مباركة من أبنائهن يرفعن أياديهن عاليا إلى السماء، ويقلن: \”الله يرضى عليك يا ماما، ويقويك، وينولك اللي ببالك وينصرك على كل من يكرهك\”.

يبدو أن دعوة أمهات كل ديكتاتور، مستجابة، ومستجابة بقوة.. تتطبق فعليا على الأرض.. على البشر.. على الشجر.. على الحياة.

أتخيل الديكتاتور يضع رأسه على حضن أمه، يستجديها أن تمسد شعره، وتروي له حكاية.

تُرى.. ما الحكايات التي كانت ترويها أمهات أي ديكتاتور.. يجب أن نعرف.. على الأقل، نمسك خيطا نستطيع من خلاله تفسير كل هذا الإجرام.

أم الديكتاتور، لا يطلع من قلبي أن أهنئك بعيد الأم.. كنت أنتظر منك أكثر.. كنت أتوقع أن تكونين سدا لتطور ابنك الاجرامي تجاه الحياة.. كنت أتخيلك تمنعين عنه المصروف، أو تحبسينه في غرفة، أو تقرري عدم محادثته لأيام.. كنت أتخيلك تخرجين إلى العالم، وتؤكدي أنك لا تعرفين هذا الديكتاتور الذي كان – يوما ما – سر ابتسامتك.. فأضحى اليوم سببا في دموع أمهات ثكلى.

اتخيلك كثيرا.. أحزن عليك تارة، وأغضب منك تارات.

إلى كل امرأة فقدت كلمة \”ماما\” بسبب تقاعس أم الديكتاتور.. كل عام وأنت بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top