عمر عبد الله يكتب: إحتفالًا بقدوم صلاح.. أم استغلاله بالشكل الأمثل؟

بطريقة ملفتة للانتباه، قام الحساب الرسمي لنادي ليفربول الإنكليزي بوضع صورة لاعب كرة القدم المصري \”محمد صلاح\” على غلاف الحساب بعد اكتمال صفقة انتقاله من نادي روما الإيطالي لأصحاب الآنفيلد.
منذ بضعة أشهر وبعد وصول جناح الفريق المصري رمضان صبحي لاعب الأهلي المصري ومنتخب مصر إلى نادي ستوك سيتي الإنجليزي في صفقة انتقال من النادي الأهلي. قام نادي ستوك بإنشاء صفحة رسمية ناطقة باللغة العربية خاصة بالنادي، برغم تواجد جنسيات مختلفة في الفريق لكن نادي ستوك سيتي لم يقم بإنشاء صفحة رسمية ناطقة باللغة الإسبانية، النمساوية، الألمانية أو الفرنسية.
الأمر برمته دعائي، المال لا دين له ولا يعترف بالعرقيات. يعترف فقط بالمزيد ولا يؤمن إلا بالمصلحة. نادي ليفربول الإنجليزي لعب له أكثر من لاعب عربي من قبل سواء مغربي أو جزائري ولكنه لم يقم بنشر صور لتهنئتهم بهذا الشكل المبالغ فيه.

لا نسعى للتقليل من شأن \”صلاح\” وهو من أفضل ما يمكن أن نفتخر به في التاريخ الكروي المصري. ولكن إذا أراد أن يفخر شخص ما بـ\”صلاح\” فبالتأكيد سيكون مصريًا، عربيًا ولكنه في الغالب لن يكون نادي ليفربول. الأندية في معظم دوريات العالم تقوم بصفقات وانتقالات كثيرة جدًا كل عام. ولا يقوم كل نادي بإنشاء صفحة رسمية ناطقة بلغة كل لاعب ينتقل لصفوف الفريق ولا يقوم كذلك بنشر صور ومباركات بقدوم كل لاعب بهذا الزخم.
لكل فعل رد فعل. العالم العربي يحب السعادة؛ ربما لعدم حصوله عليها بسهولة أو ربما هو يحب أن يكون سعيدًا لأسباب أخرى. محمد صلاح استطاع أن يفعل ذلك في بعض الأوقات وأسعد الكثيرين مرات عديدة، زادت شعبيته وأصبحت له قاعدة جماهيرية ضخمة نوعًا ما. أحمد المحمدي اللاعب المصري في نادي \”هال سيتي\” يملك حوالي مليون متابع على حسابه في تويتر. محمد صلاح يملك تقريبًا ثلث عدد متابعي حساب نادي ليفربول الرسمي بالكامل. حوالي مليوني متابع وأكثر. المتابعين العرب والمصريون بشكل خاص يساندون لاعبيهم بشكل قوي جدًا.
يريد نادي ليفربول الانتشار لحساباته الرسمية، يريد بيع منتجات الفريق وزيادة المبيعات وتريد إدارة النادي إضافة بعض الأرباح الخاصة بملابس الفريق للجمهور في مناطق كثيرة بالعالم. لسنا بصدد كشف الحقائق أو إيضاح الخفي أو حتى فضح أحد.. \”البيزنس\” ليس عيبًا. نحن فقط نقف على ما حدث بوجهة نظر مختلفة قليلًا. محمد صلاح لاعب جيد، ووصوله للدوري الإنجليزي مرة أخرى ممتاز واختيار نادي بحجم ليفربول فخر له وللكثيرين من محبيه ولكنه بكل تأكيد سيتم استغلاله عن طريق إدارة النادي بكافة الطرق. كرة القدم صناعة. والصناع لا يحبون ولا يكرهون. هم فقط يقومون بعملهم؛ صناعة المال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top