هل دخول الحاج أو المعتمر للحرم المكي الشريف بالموبايل حلال ولا حرام؟! خلينا نفتح القناة اللي جايبه الحرم على مدار الساعة ونبص على الناس اللي بتطوف؛ هتلاقى في ناس بتطوف وماسكة الموبايل على امتداد إيدها بتصور نفسها لتسجيل اللحظات الجميلة دي؛ غالبا عشان يتنططوا بيها فيما بعد على حبايبهم.. تفتكر الموبايل في الحالة دي بيزود خشوعهم في الطواف، اللي بالمناسبه بيعتبر في حكم الصلاة.
طبعا لو تتبعنا واحد من الناس دي هتلاقيه بعد كده بيدي الموبايل لصاحبه عشان يصوره وهو في وضعية الدعاء؛ يبص للكعبة – قصدى للكاميرا – ويرفع إيده متصنعا الدعاء والكعبة في ضهره عشان الصورة تبين الكعبة ووشه الخاشع في آن واحد، مع إنه المفروض يتوجه للكعبة وهو بيدعي، وده يخلينا نتساءل يا ترى أنت جاي تصلي ولا جاي تتصور.
المشكلة أن معظم الناس اتعودت على تصوير أوقاتهم السعيدة بالموبايل ونشرها.. في الواقع اتعودوا على تصوير أوقاتهم بشكل عام سواء سعيدة ولا تعيسة، بس مع الوقت زاد الاهتمام بالتصوير بشكل مرضي وانتشر كالعدوى بين الناس، لدرجة إن الأوقات متبقاش سعيدة في وجهه نظر بعض الناس إلا بتصويرها ونشرها على المواقع، لكن إن العادة دى تشمل عباداتك، فأنت كده بتعرض عباداتك للخطر وبتفتح قلبك على مصراعيه لشبهة الرياء والنفاق.
\”تعظيم شعائر الله\”.. ده اللي كتير مننا محتاج يراجع نفسه فيه في زمن الفتن اللي إحنا فيه، زمن بتلاقي فيه اللى بيعملك لايك على أي فعل بتعمله في صورة على صفحة الفيس بتاعتك، فتحس أنك صح. تفتكر لما تشوف واحد محرم وبلبس الإحرام رافع علم ضخم للزمالك والكعبة في خلفية الصورة اللي اتصورها بابتسامة فخر على وشه إن فريقه أخيرا بل ريق مشجعيه ببطولة دوري؛ تفتكر ده تعظيم لشعائر الله !
تعالى بقي نبص على تأثير الموبايل على أدائنا في الصلاة، إحنا بنبدأ الصلاة بإننا نقول \”الله أكبر\” يعنى أكبر من كل الدنيا وكل الملهيات عن ذكره.. بنقول ده والموبايل في جيبنا مابيبطلش رن وتكتكة وهزهزة، فتلاقى نفسك مش مركز بتقول إيه، ولو بتصلي فى جامع شوف بتخرج كام واحد من تركيزة.
أذكر مرة كنت جالس للتشهد، ورن موبايل الشخص اللي على يميني، فمد إيده في جيبه، وطلع الموبايل، فقلت أكيد هيقفله، لكنى فوجئت أنه بيرد ويقول بلهجة حازمة: صلا صلا.. ورجع التليفون لجيبه وكمل الصلاة عادي جدا! حلاوتك.. مش بعيد لو اللي اتصل ده كانت مراته مثلا، وأول ما فتح عليها قالت له تتغدى إيه يا صلاح؟ كان رد عليها برضه بكل حزم وقالها: بامية بامية!
سُئل الشيوخ عن كيفية الخشوع في الصلاة فقالوا تتخيل الكعبة أمامك والجنة عن يمينك والنار عن شمالك وملك الموت خلفك والرسول يتأمل صلاتك.. فهل لو استحضرت هذا المشهد وأنت تصلي، هتنشغل بالموبايل وتشوف مين بيتصل وترد عليه كمان؟
موبايلك ممكن يكون شيطان أنت شايله في جيبك وعمال يشيلك في ذنوب، راجع طريقة استخدامك ليه في أوقات عباداتك وأنت حاطط قدام عينك الآية \”ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب \”