عمرو مدحت يكتب: ريهام سعيد.. ويخلق ما لا تعلمون!

هل تستطيع الطيران؟ هل يمكنك التحول إلى قطة وتزور سُكان باطن الأرض؟ هل تأكل لحوم البشر وتزوجت أحد شياطين الجن من قبل؟ هل أنت ملحد؟

إن كنت واحدا من هؤلاء، فدعني اقول لك إنك من القلائل المحظوظين، والذين سوف نرى نجمهم ساطعا، ليس على شاشات هوليوود، ولا في مكافحة الجريمة، لكنك محظوظ، لأنك ستنال فرصة ذهبية في الظهور في برنامج الأستاذة ريهام سعيد.. تلك الفتاة المذيعة الموهوبة، والتي نجحت في تخطي حدود المنطق والفيزياء.. التي استطاعت تسجيل أصوات عذاب أهل القبر، وحاورت حارس الأراضي السبعة شخصياً القابع تحت كوبري اكتوبر – نزلة رمسيس – بالأخص.

تخرج علينا ريهام سعيد كل حلقة لها، بإبداع جديد من إبداعات الخيال العلمي، حين تستطيع – وبقدرة قادر – اختراع قصة جديدة، لم يسمع عنها التاريخ البشري من قبل.. تخرج علينا وتتحدث عنها بكل ثقة، وينهال المشاهدون عى برنامجها لمشاهدة – فتاة تتحول إلى شيطان أخرس بعد الساعة 12 – لكن على الرغم من إنشغالها الدائم في محاربة المخلوقات الفضائية والجن والشياطين، فإن كل هذا لم يمنعها عن ممارسة واجبها الوطني الحميد، فهي على الرغم من ذلك مواطنة صالحة.. قامت بزيارة مقر القوات الخاصة والأمن المركزي، وقامت بركوب إحدى المدرعات وحمل السلاح وسط حشد من عساكر وضباط الأمن المركزي، وهي تكاد تبكي من الفخر الذي تشعر به في هذه اللحظة التاريخية، وبالطبع لا يمكننا أن ننسى زيارتها لقناة السويس الجديدة، حيث حفرت مع العُمال – على الناشف – ضاربة بذلك مثال في أن مُحاربتك للعفاريت، ليست مبررا لكي تنسى دورك الوطني في مساندة البلاد.

وإن كنت تتخيل أن ذلك يكفيها، فعليك إعادة التفكير مرة أخرى، فريهام سعيد لها مواهب خاصة في تعذيب المُجرمين تعذيباً نفسياً، وحين تقوم بمحاورة أحد المتهمين في جريمة ما، يمكنها أن تُدمره نفسيا بوابل من السباب والشتائم والهجوم، والتي تجعل المُتهم يفكر في الانتحار بعد الانتهاء من محاورته، ضاربة بالأسانيد القانونية والبحث عن الأدلة عرض الحائط ، فهي تُحارب الجريمة أيضاً.

وبعد أن تتجول قليلا في عالم ريهام سعيد الخاص، ستجد أنها أيضاً ليست فقط مُدافعة عن الجنس البشري مجتمعا، بل إن لها دورا دينيا عظيما أيضا، حينما حاورت أحد الملحدين، وبالطبع بعيداً عن أنها كانت تحمل على عاتقها هداية وكشف زيف هذا المُلحد، وأنه إن استمرت الحلقة لكانت أخرجت السيف الخاص بها من جُعبتها، وأقامت حد الردة على هذا الكافر الداعر مُحارب الله ورسوله، لكنها كانت تقوم بمهاجمة – الضيف – بشكل غريب، وذلك لأنها لم تسمح لملحد أن يتحدث عن دينها بشكل لا يرضيها، فهي أي نعم مذيعة، لكنها \”صاحبة المكان\”، فلا تنس أن الأستاذة ريهام تنتهج الإسلام الوسطي الكيوت، فهي دائماً ما تصف نفسها بأنها \”عارفة ربنا وفاهمة دينها كويس\”، وحين تحاور الملاحدة أعداء الله، تتحول إلى شيخ أزهري صاحب إجازة، يمتد سنده إلى الرسول شخصياً، فهي ليست فقط مذيعة.. إنها عالمة دين أيضا.

وبعد أن تبحرنا قليلا في عالم ريهام الخاص، ورأينا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من قبل، علينا أن نعترف بشئ.. إنه – وبعيداً عن تفاهة محتوى برنامجها – لكنها بالفعل تذكرني بكل ما هو سئ في بلادنا، فهي تقدم ما هو مزيج من الخرافة وتفاهة المحتوى، مع قليل من الكذب، وبالطبع يجب أن يكون به لمسة دينية جميلة خفيفة.. تلك هي التركيبة السحرية للنجاح في بلادنا، ولجذب الجمهور، ولكي تكون ذا نجم ساطع في سماء الشاشة المصرية.

على الرغم من كل هذا ترى أنها مستمرة في إنتاج محتوى هُرائي جديد، تملأ به الشاشة وعقول المشاهدين.

أداء ريهام سعيد هو تجميعة لكل شئ سيء، ونتاج لكل ما هو غامض في بلادنا، ولهذا عليك أن تؤمن بكلمة \”ويخلق ما لا تعلمون\”، فمهنية وأداء ريهام سعيد من العلوم المجهولة.

ولذلك، وفي كل مرة تتأمل فيها حال البلاد.. ضع أمامك صورة ريهام سعيد، وسوف تجد الإجابة على سؤالك الوجودي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top