كل الأشياء من حولنا يمكن إدمانها.. الأشخاص الأماكن.. الروتين اليومي لك.. الإنترنت.. الموبيل.. القهوة.. السجاير.. الخمور.. الجنس، كل حاجه حواليك ينفع تدمنها، ختاما بأنواع المخدرات المختلفة، الطبيعي منها ونصف المخلق والمخلق، المؤثر منها على العقل بشكل مباشر، والمؤثر على الأعصاب، وفي النهاية المخدرات في العموم بتأثر على الاتنين بشكل أو بآخر، المهم إمكانية أن تكون مدمنا، ده شئ وارد طول الوقت.
ومن وجهة نظري إن طريقة الحماية الأولى لك إنك تبقى عارف وفاهم إنك معرض للإدمان في أي لحظة.. أخطر أنواع الإدمان من وجهة نظر هو إدمان المخدر المخلق، ودول أنواع كتير، ولا تنتهي لأن كل يوم بيخلق مخدر جديد بتركيبات مختلفة التأثير، والمخدر نصف المخلق زي الهيروين كمثال.. حتكلم على الحاجه اللي عارفها \”الهيروين\” هو من وجهة نظري أبشع أنواع المخدرات على الإطلاق وأكثرها خطورة، هو مخدر نصف تخليقي، بمعنى إنه ينتج عن تفاعل عناصر طبيعية \”المورفين\” وعناصر كيميائية \”استيل كلوريد\”، والمروفين هو الاسم الطبي، وهو عبارة عن مادة مستخرجة من الأفيون بعمليات كميائية معينة.. الهيروين تأثيره على الإنسان غير طبيعي، فهو كالسحر يشعرك بالبطولة والتفوق في كل الأشياء.. الجرأة في الحديث مع الآخرين، وقدرة غريبة على الإقناع، ناهيك بقى عن القدرة الجنسية الجبارة غير الطبيعية في بدايات تعاطيك أو إدمانك.. الهيروين سريع جدا في إدمانه.. تقريبا 7 أيام تعاطي بشكل منتظم أو شهر بشكل غير منتظم، ودا استنتاج شخصي غير موثق، لكن من واقع عايشته مع أشخاص كثيرين، وصول مدمن الهيروين للقاع هو شئ حتمي الحدوث، بمعنى أنه لا يوجد مدمن هيروين أو مدمن متعافي أو ممتنع لم يصل للقاع في كل الأشياء.. الأهل الجيران الصحة العمل المجتمع، كل الأشياء مستقر المدمن في قاعها.
العودة:
إدمان الهيروين رحلة لا عودة منها إلا لفئة معينة، واجهت مرضها واقتنعت أن لديها قوة وإرادة وعقل للقضاء على إدمانها، ودول قليلين جدا، لأن الهيروين إن تمكن، سيطر وبسرعة رهيبة، لكن في النهاية إمكانية العودة ممكنة، وهنا يجب أن نستوعب أن العلاج لن يبدأ إلا بإذن المريض والمريض فقط، وهنا تكمن خطورة الهيروين، وهو أن أعراض انسحابه الجسدية هي أسهل المراحل في العلاج، لأنه ببساطة يمكن السيطرة وتخفيف الآلام الجسدية بطرق طبية كثيرة، لكن نكتشف هنا أن المشكلة في الفكرة نفسها، في الحاله النموذجية اللي بتكون عليها وأنت متعاطي هيروين من وجهة نظرك طبعا، وأفكار كثيرة، السيطرة عليها لا يمكن أن يكون من خلال عقاقير طبية أو حتى عمليات جراحية، الحل إنك تواجه الفكرة بأفكار مختلفة وخلاقة وإيجابية، مش حتقدر تنتصر على فكرة \”الضرب\” التعاطي إلا بأفكار جديدة.