علي قنديل يكتب: قالوا عايز مسرح

اقرأ المقال ده وأنت مُبتسم!

سيبك من ليه أنا بقالي أكتر من 140 يوم مكمّل حملة #عايز_مسرح اللي خدت وعد من قصر الرئاسة باستلام #مسرح_الفردوس، خلال أسبوع 3 مرات آخر مرّة منهم كانت من شهرين ونص.

وسيبك من إن هدف الحملة مش مسرح للستاندب كوميدي أو ليّ، عشان اللوجو الرسمي ليها صورتي، وده حصل عشان الحملة اتعرضت للنشل في بدايتها عشان كده حددنا الكلام مع مين بخصوصها.

وأكيد معندناش وقت نحكي في تفاصيل متهمّكش زي إننا وقفنا فترة احتراماً للحداد، أو بنرّتب لرحلات مدرسية من المحافظات تحضر عروض، يمكن يهمّك إني واحد من فريق بيحلم وبيحترم الفكرة والإصرار على الصح لحد ما يبقى الصح هو الطبيعي، وإننا مش بنحب ننخ! أو نرمي زبالة في الشارع ونقول ده شعب مش نضيف! أقولك؟ تعال أحكي لك حاجة تانية خالص.. هتعجبك:

حلمت حلم جميل جداً، إني واقف في ممر صغير جنب ستاير نبيتي قديمة ريحتها ريحة السنين الكتير اللي مرّت عليها، والسقف أعلى بكتير من سقف البيوت القديمة في وسط البلد.. كنت سامع مزيكا حلوة جايّة من مكان قريب، لكنها مش مباشرة ومكنتش واقف قدّام سماعة، وفي صوت في الخلفية كده بيقول إن في ناس كتير بتتحرّك وبتتكلّم.

كنت بستوعب الأمور تدريجياً، يعني بعد الستاير والمزيكا بدأت أستوعب إن الأرض اللي واقف عليها \”باركيه\” قديم مش مترصص كويس أو بدأ يفك من بعضه، ريحة منظفات بتقول إن المكان لسّه حالاً متنضّف بمنتهى الإخلاص، وإن في حد بيكلّمني وبقاله شوية كمان لكن مش عارف أستوعب هو مين!

قبل ما أستمتع ببداية استيعابي للمحيطات بيّ، فقدت الإدراك بشكل شبه تام ولقيت نفسي واقف على مسرح ضخم بقول بصوت قوي ورنّان: \”هاشتاج!\” وأكتر من 10.000 مصري رافع ورقة كتب عليها اسمه بيندهوا بمنتهى القوة: \”عايز مسرح\”، نفس الإحساس اللي حسّيته وأنا على مسارح الإسماعيلية وجامعة عين شمس والجامعة الامريكية وبنها والمسرح الصغير القطعتين في شارع 9 في المعادي اللي كان قدّامهم شباب كتير سادّين الشارع بيشاركوا في مهرجان هايل اتعمل بالحب.. بمعنى الكلمة!

رجعت فجأة لنفس الممر، وفي حوالي 4 شعرات لونهم أبيض في دقني، ماسك مايك وقدامي عمي جمال الله يرحمه، الشاب السُكّرة اللي مات بالفشل الكلوي، بعد ما علّمني أحب حنان ماضي وفيروز ومحبّش إيهاب توفيق! وعلّمني أحب اللي بعمله، وإني لما أستنّى في مكان.. أرسم! لقيته واقف قدامي!

عمي جمال اللي فضل طول حياته القصيرة شيك جداً، ريحته حلوة، سيرته حلوة، مُهذّب وحنيّن، لقيته واقف قدّامي ونظرة عينيه فيها فرحة وفخر، ومرغرغة بالدموع، بيقولّي:
\”كل فرق المسرح من الكليات والجامعات والمحافظات، وباندات الموسيقى الحلوة اللي محدّش بيسمعهم، والموهوبين اللي يستحقوا أماكن كتير احتلّها الكذّابين والمُفلسين، وفرق مسرحيات الطفل، والعرائس، والعازفين، وكل اللي عايزين يتعلّموا في الورش.. قاعدين برّه في الصالة!\”

حط إيده على كتفي وقال حاجة مسمعتهاش!

قلت له: \”عمّو جمال انت وحشتني جداً…..\”

قاطعني نور أبيض قوي في وشي! وقدّامي جمهور ضخم جداً، وقبل ما الكواليس تتفتح هاويس عظيم لمواهب كتير تدفقت على المسرح زي فيضان من الكريستال واللؤلؤ.. رفعت إيدي وقولت: \”هاشتاج!\”

الأرض اتزلزلت لما قالوا: عايز مسرح!

مش لإني فضلت مع فريقي ورا حكومة ورئيس طلب الشباب، ولما ظهرت له أول مبادرة متماسكة ومدروسة ومُربحة ومُصرّة.. ماعملش أي خطوة ملموسة وأنا عملت مشوار 140 يوم! أو لإني بحارب في معركة ضارية وشرسة ضد البيروقراطية والأختام، وصدّقني المعركة دي فيها قسوة مُرّة بنغلبها، فأكيد مش هاعطل بسبب تعليق عبيط على الفيسبوك من واحد شايف في فشلي مُبرر لفشله أو مُنهزم وعايش مُنبطح أو معندوش أي إثبات شخصية! ولا لإني شاب جامد وبُرم ومفيش زيّي اتنين.

الأرض هتتزلزل لما الجمهور يهتف: \”عايز مسرح\”، وهو قاعد على كراسي #مسرح_الفردوس، اللي هنكون نضفناه وشغلناه بعد استلامه بـ 24 ساعة لإني ببساطة: موجود!

وصدّقني مش هقصّر أبداً في إني استحق أكون موجود.

الحملة مُستمرّة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top