عشر وزراء جدد أدوا اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية قبل أمس، 9 وزراء تغيروا هم (وزير العدل، وزير الاستثمار، وزير المالية، وزير السياحة، وزير الطيران، وزير الآثار، وزير الري، وزير النقل، ووزير القوى العاملة) ووزير لوزارة اعيدت إضافتها مرة أخرى، وهي وزارة قطاع الأعمال العام، أي تقريبا ثلث الحكومة تغيرت، وعندما يتغير ثلث الحكومة يجب أن نسأل سؤالين هامين: أولا: ماذا سيتغير في حياة المواطن اليومية بعد تغير ثلث الحكومة؟
– بالنسبة للأمن: لن يحدث شئ، فوزير الداخلية مازال موجودا، إذن ستبقى الشرطة \”بحالاتها الفردية\”، وسيبقى الاختفاء القسري موجودا، وسيظل الجميع يخافون من تهور أمناء الشرطة بدلا من الشعور بالأمان في وجودهم.
– الصحة: لن يتغير شئ، فوزير الصحة مازال موجودا، إذن ستبقى المستشفيات هكذا بهذا الإهمال، وستزداد الفجوة بين الأطباء ووزيرهم، وسيبقى المواطن مُعلقا هكذا بينهم.
– التعليم: لن يتغير شئ، فوزير التعليم ووزير التعليم العالي مازالا موجودين، إذن ستظل المدارس والجامعات والمناهج تحتضر، وستظل مصر في صدارة أسوء نظام تعليمي في العالم، ولن يأتي ذلك التعديل الوزاري بنفع واحد على الطالب الجامعي أو طلاب المدارس من أي نوع.
– النقل والمواصلات: لن يحدث شئ أيضاً، فتغير وزير نقل بوزير نقل أسبق! لن يحدث جديدا بالتأكيد، فلو كان حقا صاحب رؤية وقدرة على الإصلاح لما كان أُستُبعد من المنصب في الأصل، إذن ستبقى الطرق والمواصلات أزمة كبيرة دائما، وستزداد نسبة حوادث الطرق أيضاً.
إذن.. أهم خمس وزارات وأكثرهم تأثيراً في حياة المواطن اليومية، وأكثرهم عرضة للانتقاد أيضاً مازال وزراؤهم موجودين رغم سوء إدارتهم، وشعور الجميع بمدى سوء تلك الإدارة، فلن يشعر أحد بتغير أي شئ، بل سيزداد الشعب استياءً، لأن رئيس الوزراء لا يشعر باحتياجات المواطن في التغيير.
هل متوقع من الوزراء الجدد إحداث فارق ملموس عمن سبقوهم، -خصوصا أن التغيير شمل وزراء المجموعة الاقتصادية-؟ الإجابة بالطبع لا، وكيف تكون نعم والذي أتي بالسابقين هو نفسه الذي أتى بهم.. نفس المنهج ونفس طريقة اختيار الموظفين التي أتى بها السابقون هي التي أتت بهم، فحتى لو تغيرت الحكومة كلها، فلن يحدث شئ أيضاً، مُجرد موظفين يؤدون التعليمات دون أي رؤية إصلاحية واضحة، مثل رئيس وزرائهم الذي أكد -بهذا التعديل الوزاري- عدم قدرته السياسية على حل المشكلات وامتصاص غضب واستياء الشعب، فهو ترك الوزراء الأكثر جدلا وحاجة للتغير، وأتى بوزراء جدد مثلهم مثل سابقيهم، لا يتوقع أحد منهم شئ جديد، فأين التغيير؟!