شيري جاب الله تكتب: هى صحيح الدنيا غالية على الرخيص ورخيصة على الغالي؟

(الدنيا غالية على الرخيص، ورخيصة على الغالي).. تلك الجملة الشهيرة التى اختتم بها \”منصور\”، فيلم \”الجزيرة 2\”، حيث قالها وفجر المكان بمن فيه، حتى نفسه! ولم يكن خائفا من الموت وقتها.
ما إن سمعتها حتى التصقت بأذنى.. طوال اليوم تزن كزن بعوضة.. لا اعرف السبب، لكن ربما لأنى اصبحت فى الآونة الأخيرة اخشى الموت كثيرا.. افكر فيه أكثر.. ربما بعد موت جدى المتوقع، فهو رجل مسن، أو ربما بعد انجاب ابنتى، فأخشى أن أتركها وحدها، وهى التى لا تهدأ إلا عندما ترانى واكون معها.
اخاف عليها من هذا المجتمع المريض، ولا استطيع أن أصم أذناي عن كل المرض والعطن الذى يدور حولى.
جلست افكر: لماذا لا اتصالح مع الموت مثل منصور؟ لماذا لا اكون مثل هؤلاء الذين لا يخشونه؟
وحدهم الأبطال فى الدنيا وفى الأفلام، لا يخشونه.
إن كانت قلة إيمان بالله، فسأطلب من الله يوميا أن يزيد إيمانى به، حتى أصبح مثل هؤلاء الأبطال، وإن كان دليلا على أننى كبرت، فأصبحت أشبه أمى أكثر، وأصبحت اخاف كل شئ مثلها، متذكرة كلمتها التى دائما تقولها: (الإنسان كل ما بيكبر.. كل ما بيخاف أكتر لأنه بيتعلق بالدنيا أكتر).
أيا كانت الأسباب المؤدية لهذا الخوف، فلازم تكون غالى فى عين نفسك، عشان الدنيا بالنسبة لك تكون رخيصة ومش فارقة.
اتذكر حكمة صديق لى دائما ما يصرف كل مرتبه على أغلى أنواع البن والعطور والملابس والأكل، ويعيش كل يوم برفاهية -قدر المستطاع- حتى لو لم يوجد فى جيبه مليما، ويقول دائما: (أنا هعيش متكيف واموت متكيف).
لا ادرى إن كان يخشى الموت، أم لا، ولا ادرى إن كان هذا هو الحل أم لا، لكن اعتقد أننا فى حاجة لجرعات عالية من الثقة بالله، ومن تحقيق الذات، ومن البحث عن الأشياء التى نحبها، ونريد أن نكمل حياتنا وأن نموت ونحن نفعلها كل يوم، فهناك مثل بالإنجليزية يقول: (ابحث عن ما تحبه، واتركه يقتلك)، أو الحل كما قال مصطفى إبراهيم:
(عيشوا المشاهد كل مشهد زى ما يكون الأخير
واشبعوا ساعة الوداع
واحضنوا الحاجة بضمير
دا اللى فاضل مش كتير.. اللى فاضل مش كتير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top