شريف عازر يكتب: مشادة قانونية مع ضابط شرطة حمار في القانون

 

اتكلمت كتير عن منظومة الأمن وجهاز الشرطة في مصر والفشل في تطبيق القانون, البعض وصل لاستنتاج إن مشكلة الشرطة, واللي بيترتب عليها مشكلة مصر كلها, هي الفساد، لكن بقالي فترة بحاول أحلل الموضوع ده وحاسس إن المشكلة أعمق من مجرد فساد إداري.. الفساد اللي هو مبني على المنفعة الشخصية للضابط مثلا في مقابل إنه يتغاضى عن تنفيذ القانون، دي مجرد جزء من المشكلة.. الحالة دي بتفترض إن الظابط عارف القانون كويس، لكن لتحقيق مكاسب مالية أو معنوية قرر إنه يتجاهل القانون عن قصد. ده طبعا نوع من الفشل، لكن فيه نوع تاني أنا لاحظته وشاءت الأقدار إني أعيش موقف يؤكد الفكرة دي.. فيه ناس كتير تابعت الموقف لما نشرته على الفيسبوك.. بس حنشر الحوار تاني قبل ما أعلق عليه:

\”خارج أنا وابن خالي من كافيه جنب البيت أول يوم العيد الساعة 2 ونص صباحا, ولسه حنتحرك بالعربية لقينا عربية بوكس كسرت علينا وعساكر في لبس مدني بيخبطولنا على العربية ونزل ظابط وجالي ودار الحوار:

الظابط: رخصك
أنا: انتوا مرور؟
ظ:إحنا مباحث.
أنا: بس أنتوا مش من حقكوا تشوفوا الرخص.. ده اختصاص المرور.
ظ: إيه اللي أنت بتقوله ده؟ انزل من العربية عشان نفتش.. شكلكم معاكم ممنوعات.

أنا: معاك إذن نيابة بالتفتيش؟
ظ: إذن، نيابة إيه بقولك مباحث, أنت ما تسمعش عن الاشتباه.
أنا: أيوة بس ده لو فيه قانون طوارئ وإحنا مفيش طوارئ.
ظ: أنت بتتكلم كتير وشكلك معاك ممنوعات.
أنا: أنا حسيبك تفتش العربية بمزاجي.. بس إنت لازم يكون معاك إذن نيابة
-بيفتش العربية بغباوة ومش بيلاقي حاجة-
ظ: إنت شارب حاجة؟
أنا: لا
ظ: طب شممني بقك
أنا: حشممك بقي.. بس دي برضه من اختصاص المرور مش المباحث.
ظ: لا أنا ممكن اعملك محضر سكر في الطريق العام.
أنا: آه.. بس ده لو إنت مسكتني وأنا بشرب، وده ما حصلش.. مالهاش دعوة بريحة بقي، لأن دي تهمة تانية وهي سكر أثناء القيادة ودي برضه مش من اختصاصك.. دي اختصاص المرور.
ظ: أنا ممكن اعملك محضر دلوقت، وأنت شكلك عايز تجرب.
أنا: بس كده يبقى أنت بتتبلى عليا، لأن فعلا مفيش تهمة.
ظ: أنت بتشتغل إيه؟
أنا: بعمل دكتوراه في القانون الدولي.
ظ: أنت شكلك ما تفهمش في القانون.
أنا: صدقني أنا فاهم القانون واللي أنت بتعمله غلط.
– العسكري اللي معاه قال بق كده: إحنا ممكن نمسكك في أي موبقات خلقها ربنا
أنا: اللي أنت بتقوله ده غلط.. أنت رجل شرطة والمفروض تطبق القانون بس، وماينفعش تقول كده.
ظ: أنت بتتكلم كتير وشكلك مش فاهم حاجة.
ثم رمالي الرخص على سقف العربية ورجع البوكس وهو يصيح: والله العظيم أنت متخلف
أنا: هاهاهاهاهاها

طبعا واضح من الحوار إن الظابط ده لا كان عايز رشوة ولا فيه فساد.. الظابط ده وأمناء الشرطة اللي معاه بكل بساطة ما عندهمش أدنى فكرة عن القانون المصري أو اختصاصات كل قسم في وزارة الداخلية.. للأسف أنا كان ممكن أفهم مثلا لو الظابط فاهم بس معتمد مثلا على جهل المواطن بالقانون, لكن المشكلة إنه وقع مع حد فاهم شوية، وكان واضح جدا ليا إن الظابط ببساطة حمار.

أنا صراحة مش عارف الظابط ده نازل من بيتهم يهبب إيه.. ده زي ما يكون يعني ميكانيكي ما عندوش أي فكرة عن السيارات وعدتها.. يعني قبل ما يكون جهل هو كمان من الناحية البروفيشيونال، فضيحة.

ثانيا: العسكري أو أمين الشرطة اللي اتكلم في النص ده عشان يسند الظابط بتاعه، ده مقتنع إنه جندي الله على الأرض، مش رجل شرطة.. أنا لما رديت على العسكري بكلمة إنه رجل شرطة وبيطبق القانون الراجل إتلخبط, لأنه ببساطة ماعندوش فكرة المرجعية القانونية أصلا, ده واحد نازل يعمل إصلاح أخلاقي وديني ومفيش ريحة القانون حتى.

طبعا فيه ناس كتير علقت وحتعلق إن أنا محظوظ إن الموقف كان انتهى على كده، وإن الظابط كان ممكن يفشخني.. طبعا الكلام ده صح, يعني كان ممكن يرمولي حتة حشيش ولا حاجة, خصوصا إن الظابط كان حيتجنن ويمسك عليا غلطة عشان حس إن موقفه بقى ضعيف جدا، أو كان ممكن بكل بساطة يضربني بالنار أصلا ويقول إني اعتديت عليه والعساكر تشهد.

المهم إن الموقف عدى على خير والظابط إتبضن مني فشخ وحتى الشتيمة في الآخر مكانش عارف يشتمها، وكان آخره شتيمة \”متخلف\” وكمان ما قالهاش في وشي, ده كان بيبرطمها وهو ماشي.

المهم بقى أنا طلعت من الموقف ده بإن حل مشاكل الشرطة والبلد دي بكل بساطة، هو إن السلطة التنفيذية يبقى عندها أدنى فكرة عن القانون اللي بتطبقه. الناس اللي بتقول فين هيبة الدولة.. هيبة إيه بس وأنت الشرطة عندك عبارة عن شوية بهايم نازلة الشارع ماتعرفش يعني بيتسلوا ولا بيستنطعوا ولا هدفهم إيه بالظبط, لأن أكيد هدفهم مش تطبيق القانون.

عمر مصر ما حتبقى دولة ولا محترمة طول ما اللي قائم على تطبيق القانون هو آخر واحد بيفهم في القانون.. مصر حيفضل يحكمها شريعة الغاب والعشوائية، طول ما الداخلية ماتعرفش في القانون، وحقولها تاني: عايزين دولة؟ يبقى تعلموا الشرطة القانون قبل ما تعلموه للمواطن.. لو عاجباكوا بقى الشرطة كده.. أنتوا حرين, بس ما تعيطوش لو قامت ثورة تاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top