صديقتي وصاحبتي وحبيبتي الكفاءة، اللي مودها مش تمام! افتكري إن بعض
الأشياء خلقت لإسعادنا -أي والله زي ما بقولك كده- عن السوفت آيس كريم أتحدث.
جربي صديقتي الآيس كريم بسكويت وفاكس الكوبايه، نظرا لكونها بتضيع تلت تربع المتعة، عشان تبقي شيك وبتاع وتاكلي بلباقة يشهد بيها الحضور, لو فكرتي شويه، هتلاقي إن كونك شيك حاجه مش مهمة أوي مقابل إنك تبقي سعيده حبة، خاصة في الشارع، وإن محدش هيشوفك تاني إلا بمعجزه كونية، فاتصرفي براحتك بقى، ولو حتى منهم حد شافك تاني.. فاكس صورته اللي كونها عنك، لأنه غبي يكون عنك صورة من أكلك للآيس كريم!
تخيلي نفسك بتآكلي مانجه بالمعلقة.. أطعم؟ ولا وأنتي مربعة كده وحاطه طبق المانجه بين رجليكين وكأنه أسير حرب وماسكة في زمارة رقبته ومتناسية كل لباقتك المعهودة ومستمتعه بشعور المانجه وهي مبهدله وشك – كليا – تقريبا وبيجامتك وبيجامة اللي جنبك! أهو الآيس كريم بالبسكويت كده بالمللي- متعه البهدله- .
آه.. طبعا حاولي تتناسي كل التحرشات اللفظية اللي هتسمعيها لمجرد إنك -بتلحسي-الآيس كريم, مما يهيج مشاعر الجماهير طبعا!
فحاولي تتصالحي مع فكره إن الجماهير هتهتاج لو حتى مسحتي مناخيرك عشان عندك برد -هيقولك ما تيجي تمسحي….. – أكيد ما فاتكيش يا حبيبتي تفصيلة إن إحنا شعب مهتاج بطبعه!
ما تلوميش نفسك إنك قررتي تاكلي آيس كريم في عصر الهياج الإستراتيجي اللي بنعيشه حاليا!
لو فكرنا شويه هنلاقي إن كل الأفعال اليوميه البدائية جدا اللي ممكن نعملها ببساطة في الشارع وبأريحيه تامة، أصبحت موضع تحرش لفظي لوضع جنسي ما، وأقدر اتحدى أي حد يذكر أي فعل تافه كـ \”العطس.. ربط الشوز.. أكل مصاصة.. أكل لبانه.. لعيب حواجبك حتى\”، وهسردله إيه التحرش اللفظي المتوقع من الجماهير العريقة، بما إني بقى لي هنا كتير، وبقيت بنت مصرية بمرتبه لواء دلوقتي!
حاولت اجهد عقلي كتير وافكر إمتى ابتدينا نتحول للحاله دي بالظبط, لما بشوف صور والدتي واخواتها زمان بفساتينهم الميكرو وشعرهم الجميل، باتحسر على حالي حرفيا, فكرت هل ده كان بالتوازي مع الهجرات الكتير لأرض الحجاز والعودة منها بالخلاط والمروحة الجمال ونيشان على كتفك إنك من زوار الحجاز وبالتبعيه بتعرف/ بتعرفي أكتر في أمور الدين – إيه الرابط ما اعرفش الحقيقه- ,وبالتبعيه عليك/ عليكي واجب إعلاء شأن كلمة حرام اللي بقت لبانه في لسان أي حد بعد ما كان آخرهم: \”يصح وما يصحش\”، وطبعا كلمة حرام بتأثيرها الرنان، خلت كل واحد في موقعه -بعيدا عن كونه رجع من الحجاز أو مجرد صاحب حد رجع من الحجاز- يدي لنفسه الحق يحلل ويحرم اللي علي هواه!
ولأن الطبيعي إن الرغبات أقصى حاجة بتلح على النفوخ بشكل يومي، أصبح التعبير عن أي حاجة تقريبا حرام، مش مجرد عيب, ومع تطور المجتمع بشكل ذكوري ما، لسبب غير معلوم، برضه برجعه لموضه الست ملهاش غير بيت جوزها وإن الإسلام حل المرأه من الانخراط في ميادين العمل وكفاية عليها تربي العيال في البيت بعد طبعا ما اتنقبت عشان تبقى على نفس هيبة جارتها اللي راجعه برضه من الحجاز، بقت حرام تتكلم وحرام تكح وحرام تعطس في وجود رجل واتحولت الفتاوى لـ \”هل يا شيخ حرام اتكلم في وجود زوجى- مش جوزي خللي بالك, جوزي بقت دقه قديمه-\” وهكذا!
فبقى الطبيعي مع الوقت ظهور جملة, وإيه اللي جابها هنا!
إيه نزلها من البيت!
إيه خلاها تتكلم!
إيه خلاها تشتغل ما تتنيل تقعد في البيت وخلاص!
اللطيف إنه مع الوقت، تقلصت المساحه اللي مسموحلك فيها بممارسه أقل حقوقك الطبيعيه للاستمرار على الكوكب كالشغل.. الفسح.. السفر.. التعبير عن رأيك السياسي مثلا!
وتحضرني قصيدة أمينه جاهين لما قالت:
في ناس بتلعب كورة في الشارع
وناس بتمشي تغني, تاخد صورة في الشارع
في ناس بتشتم بعض, تضرب بعض, تقتل بعض, في الشارع
فيه ناس تنام ع الأرض في الشارع
وناس تبيع العرض في الشارع
وفي الشارع أخطاء كتير صبحت صحيحة, لكن صحيح هتكون فضيحة
لو يوم نسينا وبوسنا بعض في الشارع!
نهايته.. تناسوا قدر الإمكان هياج الجماهير لأنه أيا ما كان فهو مش مبرر خالص لإنك تفقدي حياتك في مقابله، فحاولوا تلتفوا على الوضع قدر الإمكان في حربنا للبقاء، وكحل مؤقت لغاية ما نقوم بحرب ما في مكان ما ضد جماعه ما، حاولوا تتمسكوا بسماعات الموبايل عشان ما تسمعوش أي حاجة من الهري اللي هيتقال وهيفقدكوا متعتكم بأي فعل بسيط هتعملوه في الشارع.