سمر علي تكتب: موبينيل بقت أروانج؟! مبروك لـ أورانج

لماذا وجدت دعاية أورانج سخيفة؟

(1)

أنا لست خبيرة دعاية ولا إعلان على الإطلاق، هذا كبداية للحديث، ولكن لفتت نظري طريقة إعلان تحول شركة موبينيل لشركة أورانج.. تلك اليافطات التي انتشرت في شوارع مصر مستخدمة في الصور موديلات بملامح أجنبية، كأنها دعاية كومباوند مغلق في إحدى مناطق القاهرة الجديدة مثلا، واختفت تماما صور دعاية موبينيل التي كانت تستخدم في أغلب الوقت صورا لناس بملامح شديدة المصرية – الراجل الصعيدي أبو عمة والبورسعيدي الذي يلبس ملابس الصيد- حتى وإن رأينا أن ذلك الاستخدام كان \”كليشيه\” مبتذلا إلى أنه يظل أقرب للقلب من الدعاية الجديدة.

امتلك خط موبينيل منذ عام ١٩٩٩ سنة دخولي الجامعة، أهدتني أمي الخط مع جهاز موتورولا فضي اللون. ومازالت استخدم نفس الرقم أي ١٧ عاما.. كان هدية وصولي إلى كلية طب الأسنان جامعة عين شمس – كان ثمن الخط في ذلك الوقت ١٢٠٠ جنيها مصريا- وأتذكر جيدا لوجو موبينيل الأول، موجات من المياه تحت الاسم، وكأنه يؤكد علينا اسم “النيل” كجزء من مصرية الشركة.

(2)

خلال السنوات التي كانت فيها موبينيل شركة من شركات المحمول الثلاث في مصر، تميزت بتيمة شديدة المصرية دائما في الدعاية التي تنتهجها. من الأغاني، للموسيقى المستخدمة من الفلكلور، وكانت أجملهم في رأيي، تلك السنة التي استخدموا فيها تيمة أوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين.

حرصت الشركة على اللعب دائما على وتر المصرية، وهو شئ ليس غريبا على نجيب ساويرس، فمن يتذكر بدايات قناة أو تي في لنفس المالك، سيتذكر بالتأكيد ترجمة الأفلام الأجنبية للعامية المصرية في مشروع شديد البهاء، لا أعلم لماذا توقف، فكل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض، نهج مصري صميم.

أضف إلى ذلك أنها كانت الشركة المصرية التي تقف رأسا برأس كما نقول بعاميتنا أمام فودافون واتصالات، الشركتان الدوليتان.. موبينيل كانت أول من خفضت سعر الدقائق، وألغت الضرائب التي كنا ندفعها على كروت الشحن.

(3)

مرة أخرى لا يفرق معي الآن تقييم خدمات الشركة، الخدمات في مصر كلها سيئة في حقيقة الأمر ولا تحترم المستخدم، ولا أنا هنا لأدافع أو انحاز – إيه الفايدة ليا يعني؟!- ولكني أنا هنا لأعبر في كلمات قليلة عن استيائي الشديد من إعلان أورانج “إنت موبينيل؟ مبروك بقيت أورانج”

مبروك على إيه بالظبط؟ ومبروك لمين؟

لا الحقيقة أنا لم أكن في حالة ضيق، حتى أشعر إنني سعيدة أن خطي أصبح أورانج بدلا من موبينيل، حقيقي أريد أن اسأل صاحب هذه الفكرة المعاقة، من أين أتى بها؟ ما هو نوع الوحي الذي نزل على نافوخ حضرتك لتجعل الشركة الجديدة تكلم عملاءها بهذا الاستعلاء غير مفهوم المصدر!

يعني، مبروك ليه حضرتك؟ ما هي الفائدة التي ستعم عليّ كأحد المستخدمين حتى تأتي سيادتك وتضع رجلا على رجل، وتقول: “مبروك عليكي أنا”.. كلما رأيت الإعلان شعرت أنه مثل طريقة عرسان الصالونات، ينزل بباراشوت على رأس الفتاة ويملي شروطه وكفاية يعني إنه هينقذها من العنوسة.. بنفس المنطق الساذج تعاملت أورانج في دعايتها مع عملاء موبينيل.

مبروك على إيه عايزة أفهم؟

هل من المفترض أن أتحزم وأرقص لأنني أصبحت إحدى عملاء الشركة الفرنسية، وأنا من رعاع العالم الثالث؟ لا أجد سببا منطقيا واحدا وراء تلك الجملة “مبروك بقيت أورانج!”.

(4)

عزيزتي شركة أورانج:

عزيزي صاحب فكرة الدعاية:

أنصحك بأن لا تستمر في العمل الدعائي بهذه الأفكار الجهنمية، التي تعكس مشاكل في التفكير المنطقي، وتعكس فقرا في الإبداع وانعدام القدرة على لفت الأنظار بطريقة ذكية.. كل ما رأيته هو محدودية في فهم المصريين وطريقة المخاطبة.

أحب أن أعلمكم أن وصلة السخرية الإلكترونية التي حدثت لكم بسبب اسم أورانج -هتحاسبونا بالفص ولا بالبذر، شركتكم مقرها الأساسي في طريق المعصرة، أنواع الخطوط بلدي ولا بسرة- أسعدتني جدا واشتركت فيها بكل همة ونشاط.

كلمة أخيرة:

مبروك عليكم إحنا.. مبروك عليكم ملايين، بل مليارات من الجنيهات كمكاسب من وراء عملاء موبينيل سابقا وأورانج حاليا.

إحنا بنقولكم “موبينيل بقت أروانج؟ مبروك لأورانج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top