سمر علي تكتب: (كيت) ليست (حنان) ساكنة العمرانية

في البداية كان الموضوع مثيرا للضحك جدا بالنسبة لي، صورة لـ كيت وينسلت الممثلة بريطانية الأصل، وهي تنظر في اتجاه ما ناحية ليوناردو دي كابريو في حفل توزيع جوائز البافتا.

الصورة فجأة أصبحت viral على السوشيال ميديا، وخاصة الفيس بوك، مع تعليقات من المصريين والمصريات كلها أو أغلبها، حتى ألتزم الحياد- الذي أكرهه، ولكن لشرح هذا مجال آخر- تحت إطار واحد.

شوفوا الحب بيبان إزاي في العينين؟

لا حول الله يا ربي بيحبوا بعض ومش طايلين.

البصة دي لا يمكن تبقى لصديق.

عشان لما نقول مفيش صداقة بين راجل وست تبقوا تصدقونا.

وعشرات -إن لم تكن مئات من التعليقات- على هذه الشاكلة، مع زيادة التعليقات وازدياد حدتها، بل ومشاحنات وخناقات -كالعادة يعني- فريق يرى أنها حبت ولا طالتش، ولذلك هي متعددة الزيجات، فريق آخر يرى أن أسمى معاني الحب هو العذاب، وفريق ضئيل يشاور على الباقيين بأنهم مختلين.

لقد صببنا عقدنا النفسية المتوارثة كنتيجة مباشرة للتضييق على العلاقات على كيت وينسلت.. تبدو الجملة ساخرة للغاية، شباب مصري يصب عقده النفسية على علاقة لنجمين من أكبر النجوم في العالم.

فانحسرت التفسيرات في الإطار الضيق المسموح به في المجتمع.

صحاب؟ أصدقاء؟ معقولة علاقة بين رجل وامرأة خارج غرفة النوم؟ ياللهول!

ولن اتطرق لأي تفسيرات عن طبيعة العلاقة بين كيت وليو – هذه الجملة تبدو كأنهم من بقية أهلي!- فليس هذا ما شغل تفكيري.

كيف وصلنا لهذه المرحلة؟

قد تبدو محاولة إيجاد إجابة مثل محاولة اختزال مخل برواية تكتب، ولكن سوف أعطي لنفسي فرصة للفتي، إشمعني أنا يعني؟!

منذ أن اقتحمت صحوة المظاهر الدينية، بدأ الخلل.

انقسم المدرج في الجامعة إلى جزء للولاد وجزء للبنات، وانتشرت المدارس المنفصلة، وحتى في بعض المدارس المختلطة ظهرت موضة الفصل ذو الجنس الواحد بعد الابتدائية!

تلك الأشياء التي قد تبدو بسيطة، جعلت الجنسين ينظران إلى بعضهما البعض مثل كائنات أسطورية مثيرة للفضول، ويكوّنان عن بعضهما البعض خيالات ليس لها علاقة بالواقع، وحدث الخلط المخل بين مفاهيم الحب التي رُوج لها بكلمات عبيطة مثل الحب الأفلاطوني والعذري! والانجذاب الجسدي، خلط وانفصال في نفس الوقت، كيف؟

تم تحديد شكل واحد للعلاقة بين الرجل والمرأة: لا ينفع أن نكون أصدقاء لأن بالتأكيد سوف يكون ثالثنا الشيطان، ولا يجوز أن نجلس بجوار بعضنا في مدرج الجامعة، ولا أن نصافح بعضنا، فسلام اليد زنا!

تم قصر العلاقة بين الجنسين في النصف الأسفل من الجسد فقط لا غير، ليس هناك أي سبل أخرى، أو مختلفة أبدا، مثل ما اصبح الحجاب هو الرمز المعادل للتدين كمثال ليس أكثر، الأحادية سيطرت على المشهد. اللون الواحد.. الزي الواحد، وشكل العلاقة الواحد.

كُبت فكَبت.

لا نريد أن نصدق أن هناك أناس يعيشو شكلا آخر من الحياة، شكل ملئ بالاختلاف والحرية وقلة الاحكام والتدخل في حياة الآخرين، هذا كثير على قدرتنا الاستيعابية.. فماذا نفعل؟ نقصقص ونلوي ذراع ما نراه حتى يناسب ما هو موجود بالفعل، وبالتالي فـ\”كيت\” تعيش قصة حب مع ليو، قصة حب قديمة من أيام تايتانيك، لكنها لم تستطع أن تبوح، أو ليو وضعها في الفريندزون لحين ميسرة، أم هي من زونته؟ فينكسر قلبها فتفشل في زيجاتها، ويظل الحب الأكبر لـ \”ليو\” يظهر في عينيها له، وتمشي وراءه من حفل إلى آخر، لعله ياخد باله ولا حاجة!

ثم يعلم زوجها الأول فيطلقها، والثاني! وهي لاتزال وفية قلبها فقط لمن تحب!

يا جماعة ده سيناريو هابط يحدث عندنا فقط!

لقد تم تمصير الحكاية بابتذال شديد!

والحل بسيط.. العودة للطبيعة.. الاختلاط!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top