ساندي ماهر تكتب: وتتوالى علينا الأعياد

ستمر علينا فى الأيام القادمة سواء المتبقية من هذا العام أو فى بدايات العام الجديد أعياد ومناسبات مختلفة.

ودائما فى هذا التوقت –خاصة  فى الآونة الأخيرة- من العام تتعالى الأصوات، فى الحقيقة مئات الأصوات تتعالى وتتعالى كظاهرة موسمية جديدة.

وما بين المهللين والناقمين، توجد زحمة من الأصوات المتداخلة.

سنجد من يهنينا ويتمنى لنا السعادة ويدعو لنا بالصحة والسلام، وآخرون يدعون بألا تصيبنا الغفوة فنتشارك فى أعيادنا معا وننسى هوياتنا من أجل تعامينا عن أختلافتنا.

وسنجد من يهلل من أجل مصادفات أعيادنا المختلفة كدليل على وحدة النسيج وقوة التماسك بين أطيافنا المختلفة، حتى إن الصُدفة التاريخية قد وقفت فى صفنا كدليل على مدى وحداتنا، وآخرون يرون أن تلك المعايدات والمناسبات ما هى إلا بدعة وضلالة.

لا نخلص كل عام من تلك الأراء المتضاربة، ما بين المؤيد والمعارض، المهلل والناقم، وما بين الصوت ونقيضه هنا تكمن المشكلة حقا.

وفى الأيام القادمة ستأتى أعيادا عقائدية مختلفة على مصر، بين المولد النبوى الشريف وأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة.. المفترض أن أعياد كهذه لم تكن غريبة علينا وليست بشىء جديد يدعو إلى ذلك الكم الهائل من التحليل والتبرير وكأنها ظاهرة كونية لم تحدث من قبل على كوكبنا!

ما يدعو حقا للأستغراب، من يحرمون الأحتفالات والفرح على الناس بحجة أنها بدعة وضلالة ومن أعمال الشيطان، أو يزعمون أن المشاركة فى المعايدات غير مستحبة لأن عقائدنا الشخصية غير متوافقة، فكيف أهنيك بشىء أنا لا اؤمن به؟! عذرا أنا مسلم مؤمن لا احتفل برأس السنة، وعذرا أنا الآخر مسيحى مؤمن لا يمكننى مشاركتك فى يوم المولد النبوى الشريف.. ثم يأتى أصحاب الأصوات الأكثر نعومة ليقفوا فى منتصف الخط، وبمنتهى الرقة يغنون عبارات مكررة، \”نحن إخوة فى الوطن\” \”لا توجد فروق بيننا\”، ويبدأوا فى نشر الصورة التى تحمل رموزا للوحدة، فنجد مثلا قسيسا واقفا أمام محل يشترى \”حلاوة مولد النبى\”، ونرى فى المقابل سيدة محجبة تشترى \”زينة الكريسماس\”، والتعليقات تنهال منهم بالقلوب والفرح الشديد، يردون بها على من يزعمون بأننا لسنا بإخوة. وفى الحقيقة تلك الأصوات الرقيقة التى تحاول جاهدة أن تمحو الاختلاف تبذل أكبر ما فى وسعها  للظهور الصورة بشكل ألطف، ولكن ببساطة هل حُلت المشكلة؟!

دائما الشعارات تجمل الصورة، تجعلها تصبح أكثر هدوءً ولكنها لا تحل المشكلة.

المشكلة الأكبر أننا لا نتحمل الاختلاف، نتغاضى عنه ونتعامى، هل فكرنا مرة أن نحترم احتلافاتنا؟! هل فكرنا أن نتعايش معها فى سلام وفى فرح؟! حينها لا نحتاج إلى شعارات لنثبت بها تماسكنا، لن نحتاج أن ندافع عن وحدتنا.. فقط سنفرح ونحتفل معا فى كل وقت وفى كل مناسبة.

أن كنا نؤمن أو لا نؤمن سنكون فرحين، سندعو لبعضنا البعض بالخير والسلام دون مجاملة دون تكاليف، دون أن نحلل ونفكر قبلها.

حينها إن كنا نؤمن أو لا نؤمن سنتشاركك الفرح – الفرح نفسه أيا كان – . ويكون كل يوم يمر علينا بفرح عيدا. وحينما ندرك قيمة الفرح والمشاركة  نكون قد حققنا شعارات قد رددناها كثيرا، لكننا مررناها على عقولنا مرور الكرام.

حينها سنكون احترمنا اختلافاتنا التى هى رحمة حتى وإن كما نؤمن أو لا نؤمن.

والآن ومهما يكون، فأنا أتمنى لك أن تمر عليك أعيادك وأنت بخبر وأنا أشاركك فيها الفرح سواء كنت أؤمن أو لا أؤمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top