سامي عبد الراضي يكتب: الزند الذي راح

(1)

لا يختلف كثيرون من \”مناصري\” وزير العدل \”المُقال\”، عن مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي.. فهم ينتظرون عودته مثلما ينتظر الإخوان عودة مرسي.. ولن يعودا.

(2)

أخطأ إعلاميون وظهرت \”عوراتهم\” أمس واضحة جلية، وهم يدافعون عن الوزير المُقال، وظهرت أيضا \”عورات\” بعضهم، وهم \”يهاجمون\” ويشعرون بـ \”التشفي\”.

(3)

لم اتعجب كثيراً من قول الشيخ خالد الجندي: \”وتزني وتتوب ويتقبل الله توبتها.. والرجل أخطأ وتاب\”، مش جديدة على \”الجندي\”.

(4)

رئيس نادي القضاة المستشار عبد الله فتحي دافع عن الزند وقال: \”ده حافظ القرآن، وهو أزهري وطيب\”.. وكان عليه أن يكون أكثر هدوءاً ولا ينجرف في تهديدات هو وبعض المستشارين الذين هددوا بالاستقالات.. الهدوء عاد إلى \”فتحي\”، وقال: \”سنساند الزند ولن نخلط الأوراق\”.

(5)

ما حدث أمس من طلب استقالة، ثم الإقالة ليس يوما حزينا في مصر كما روج بعض الإعلاميين.. تراكمت أخطاء \”الزند\” وسقطاته، وزادت تجاوزاته وعجرفته، وكان \”السقوط\” حتميا وضرورة.

(6)

\”الزند\” لم يكن في الشارع حين تجاوز وأخطأ وخانه لسانه.. الزند مسئول في حكومة، ووزير للـ \”عدل\”.. عدل يتمناه وينتظره وينشده الجميع.. المسئول يجب أن ينتقى كلماته ويختار عباراته، ولا يكون \”أهوج\” و\”جعجاعا \” و\”متسلطاً\” و\”مزعجاً\” للشارع والسلم العام والحكومة.

(7)

\”الزند\” تحملته الحكومة كثيراً وتحملت أخطائه.. حتى \”الداعمين\” له يمتاز بعضهم بـ\”الجعجة\”.. هذا مذيع بقناة العاصمة ويقول تعليقا على الهجوم في مواقع التواصل الاجتماعي على الزند: \”اللي يشتم أحمد الزند أمه رقاصة\”! ما هذه العبارات والجمل و\”التربية\” من شخص يظهر على الشاشة ويقولون عنه \”إعلامي\”.. ما هذا التدني و\”الرخص\” في الدفاع عن مسئول.. ما هذا؟!

(8)

لا ننكر أن الزند كان صلبا قويا في عز جبروت الإخوان.. وقاومهم وحاربهم، ووقفته مع النائب العام عبد المجيد محمود (راجعوا موقعة الفاتيكان) والتف حوله الكثيرون وكان ضلعا رئيسيا ورقما كبيرا في \”30 يونيو\”، ولكن قوته وصلابته ومقاومته وتحديه لا يشفعون له أن يكون \”منفلتاً\” أحيانا عندما صار مسئولا.. لا يشفعون.. وعليه أن يهدأ ويستريح.

(9)

قال لي قاضي صباح اليوم: \”بداخله إنسان كبير، ويتعامل معنا بشياكة، ويحترم الناس من معاون النيابة إلى أكبر قاضي.. وزادت رواتبنا بنسبة تجاوزت 20 % ونحصل على مكافأة كل40 يوما تصل إلى ما يوزاي ثلث المرتب\”.. ورغم هذا كنا لن ننتخبه حال ما إذا سمحت اللوائح بعودته لنادي القضاة، فهو لن يعود.. قد تجاوز الـ 70 من أيام\”

سألته: لماذا؟ قال الرجل: \”لأنه غير لائحة الانتخابات الخاصة بالنادي لتكون مناسبة له ويترشح كما يشاء.. ولم يعرض الأمر على جمعية عمومية.. وعندما طعن البعض على قراره، وصل الطعن إلى مستشارين وحفظا الطعن، أو قضيا بعدم قبوله بتوصية من الزند\”، وتعجبت وقال لي: صبراً.. القاضيان اللذان نظرا الطعن.. اختارهما الزند مساعدين له عندما أصبح وزيرا للعدل!

(10)

السادة الذين يدافعون عن \”الزند\”.. كفوا.

السادة القضاة الذين كتبوا: \”لا نخلط بين قرار الإقالة وبين عملنا\”.. شكرا لكم.

السادة القضاة الذين دافعوا عنه واستماتوا.. لن نلومكم، ولكن كفوا، فـ\”العدالة\” أهم وأبقى.. والمناصب تزول.. ويزول أصحابها بـ\”خطاياهم ومزاياهم\”.. كفوا وعودوا إلى منصاتكم، واستقيموا.

(12)

اللهم اكفنا شر \”فتنة الزند\”، وصراع إعلام مويد له، وإعلام معارض له، وقاض معه وقاض ضده، وشيخ معه وآخر ضده.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(13)

السيد \”الزند\”.. استرح قليلا، فالنهايات مكتوبة ومحسومة وطبيعية، وكما تبدأ الأشياء تنتهي.. يا سيد \”زند\”.. اتمنى أن تدرس حالتك في التاريخ، حتى لا تتكر الأخطاء والجرائم.. كنت بما لك وما عليك، والأيام وحدها هي \”الحكم\”، ورب العالمين فقط من \”يحاسب\”.. استرح واصمت.. ما أروع أن تصمت لتستريح ونستريح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top