ماما وحشتيني قوي.. كان نفسي الاقي فرصة واكلمك أو ابعت لك جواب، وأهي جت الفرصة.
مش زعلانة منك في حاجة في طفولتي أو تربيتك ليا، لكن عاتبة عليك في شوية حاجات كده، يمكن لو كنتي علمتيها لي، كانت حياتي بقت أسهل شوية.
أولا: ليه يا ماما ماكنتيش بتقولي لي: يا حلوة.. يا أمورة.. يا كميلة، أو أنت عسل، وتبوسيني وتحضينني وأنا صغيرة كتير؟ ليه دايما كنتي متوترة وقافشة ومشغولة وحازمة وخايفة؟
أنا عارفة أنك عوضتي ده لما كبرت، وأنك دايما كنتي بتقولي إني أحلى أخواتي.. بس بعد إيه؟
أنا كنت خلاص اتربيت على إني مش حلوة، أو مش لازم افكر إذا كنت حلوة ولا لأ، وإن ده مش مهم قوي.
صحيح الموضوع ده فجر جوايا اهتمامات تانية، وخلاني شاطرة في مذاكرتي، بس مين قال إني كنت هافشل أو اسقط لو اهتميت بالبنت اللي جوايا؟!
واللي زاد الطين بلة.. أبلة الناظرة، لما دخلت الفصل مرة في أولى ثانوي عشان توزع شهادات الشهر، واكتشفت إني حاطة كحل على خفيف كده، مسكتني بهدلتني وفرجت عليا الفصل كله، وبعد ما اخدت الطريحة، بدأت تنادي أسامي الأوائل، ولذهولها الشديد، طلعت أنا الأولى على الفصل! راحت زاغرالي وهي بتقولي: في واحدة تبقى الأولى وبتحط كحل؟!
من يومها وأنا حاسة إني يا إما ابقى الأولى يا إما احط كحل، وفضلت ما احطش مكياج لحد ما اتخرجت من الجامعة.
ماما.. أنا عارفة إن اللي باقوله ممكن يكون تافه بالنسبة لك، بس والله ده أثر فيا جدا.. أنا عارفة إني اتعلمت بعد كده كل حاجة، وفهمت، بس بعد وقت طويل قوي من الجدية والتوتر قدام المراية، وأنا باسألها: أنا حلوة كده ولا وحشة؟ وبعدين وشي بيحمر لحد دلوقتي لما حد يقول إني حلوة، وباعتبرها مجرد مجاملة.. طب ليه؟!
المفروض ارد بكل ثقة: ميرسي، أو ابص وارفض ارد بإباء وشمم.
أنت كمان يا ماما زي ما نسيتي تعلميني احط مكياج واعمل حواجبي، نسيتي تعلميني إزاي اتعامل مع الجنس الآخر.. آه والله بجد.
طب فاكرة أنا لما وصلت لمرحلة البلوغ، قلتي لي إيه؟!
هما كلمتين.. خدي بالك من نفسك، وماتتكلميش مع صبيان.
وقد كان.. النتيجة بقى إني لحد دلوقتي، ماعرفش هما بيفكروا إزاي.. ماعرفش استعمل أي حيل عشان حد يحبني أو يفضل جنبي.
ماما.. سامعاكي وأنت بتضحكي وبتقوليلي: يا بت.. أومال مين اللي بتكتب النصائح الذكية للمّزة الفيسبوكية ؟
ماما.. أنتي صدقتي بجد إني بقيت خبيرة وبادي نصايح كمان؟!
لا والله يا ماما.. دي سخرية وتهريج مش أكتر، يمكن حبيت اسخر من نفسي أولا، لأن عمري ما استخدمت الحيل دي، ولا حتى قدّرت اللي بيستخدموها، لكن في الآخر اتضح إنها بتنفع قوي.
الحياة ما كانتش بسيطة معايا يا ماما، لكن أنا اللي كنت باخدها ببساطة، ودي يمكن حاجة حلوة اتعلمتها منك ومن بابا الله يرحمه ويرحمك.
بس برضه، كان لازم تعلموني ابقى لئيمة شوية، عشان اعرف آخد حقي.
أنا مش باقول إني ملاك، بالعكس.. أنا مليانة عيوب، بس كان نفسي يبقى عندي طريقة احط بيها مكياج يداري العيوب دي.
على فكرة.. أنا بادلع مريم كتير، وباقولها إنها حلوة وقمر، وبافرح لما تسرق مكياجي وهدومي، وعارفة إنك زمانك قلقانة وبتقولي إني هاضيع البت اللي حيلتي.
ماتخافيش يا ماما، هي هاتبقى قوية زي ما أنت ربتيني ابقى قوية ومستقلة، بس برضه.. شوية حنية ودلع وأنوثة كده يطروا حياتها، ولا إيه رأيك يا زوزا؟