سارة هجرس تكتب: حدث بالفعل (6)

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فها أنا أتلقى خبر ميعاد حفل تخرج طالب العلم الدؤوب، التلميذ النجيب، الوجيه الأمثل \”يحيى أفندي موسى\” المحترم.

أنا، (وأنا أتلقى الخبر مصدومة مشدوهة(: الله! حفلة إيه تاني؟ أومال إيه اللي أنا لسه يا دوب سالتة إيدي منها دي؟ كانت إيه؟ حفلة توديع عزوبية؟! طهور؟! حنة؟! ده أنا لسه ما خفيتش من أغنية (وبعودة الأيام) وباعاني من الآثار الجانبية لأغنية (بحلقلي وبصلي) لحد دلوقتي! حفلة إيه تاني بس يا يحيى بأة؟

يحيى (مبررا): لا.. ما الحفلة اللي فاتت كانت حفلة عيد الأم.. اللي جاية دي الـ Graduation party… حاجة تانية!

(دوكها ست الحبايب).

أنا: حاجة تانية إزاي يعني؟ كويس من أنهي إتجاه؟ مش هاتضرب نفس البمباغ؟ وهاتقف على ذات نفس المسرح؟ وهاتأدوا نفس الفقرات الشيقة؟ ونعمل باي باي؟ ونصفر؟ ونصوت؟ ونفرهد؟ حاجة تانية إزاي بأة؟

يحيى: لا طبعا.. أولا انا هالبس cap and gown.. فوق البابيون طبعا!

أنا: ياااه.. ده فرق جوهري واختلاف نوعي بصراحة.. يستلزم تكرار الاحتفال طبعا، وإعادة تقييم المشهد وفق المستجدات والمتغيرات الراهنة!

يحيى: وبعدين في حاجة بأة مهمة جدا!

أنا: خير؟ أنت اللي هاتعبي الشريط بصوتك؟

يحيى: لأ.. المرة دي مش هانغني (كل سنة وانتي طيبة يا مامتي)!

أنا: أومال هاتغنوا كل سنة وانتي طيبة يا مين؟

يحيى: لأ يا ماما.. هانغني حاجة جديدة.. مش باقولك الحفلة دي حاجة تانية؟

أنا: إخلص يا محرم يا فؤاد! هاتغني إيه؟

يحيى: هانغني: ألو ألو.. إحنا هنا، ونجحنا أهو.. في المدرسة.

أنا: أحيييييييييييييه ع الفولكلور! دي (بعودة الأيام) كانت أرحم!

يحيى: وحشة؟

أنا: لا يا روحي، حلوة أوي أوي، بس أنا أصلي مش بستسيغ الأغاني الحديثة الشبابية دي، أنا باميل أكتر لأدوار الشيخ سلامة حجازي وطقاطيق الست فتحية أحمد!

يحيى: ؟؟؟؟

أنا: ماتشغلش بالك يا يويو، أغنيتك جميلة جدا، مش قادرة أستنى أشوفك وأنت بتغنيها ع المسرح smile emoticon الوطن العربي مفتقد موهبة زي موهبتك ترجعنا للزمن الجميل!

يحيى: ماشي.. قولي لبابا بأة ع الحفلة.

أنا: باقول لك إيه؟ سيب أبوك في حاله.. ده طفش من بعد أغنية (بحلق لي وبص لي) بتاعة الحفلة اللي فاتت، ومحدش كان عارف له طريق! يا دوب لسه لاقيينه! الراجل هايروح مني!

يحيى: خلاص يا ماما، ما هي دي آخر حفلة، مش أنا كده خلصت مدرسة؟

أنا: لأ لسه.. هاتروح بعد الحفلة تاني شوية.

يحيى: ماشي، وبعد اما أخلص السنة دي، ابقى كده خلصت المدرسة، مش كده؟

أنا: خلصت السنة… مش المدرسة!

يحيى (مفزوعا): يعني إيه؟ السنة الجاية فيه مدرسة؟

أنا: مممم.. طيب يا (يحيى)! واضح إن عنوان (حفل التخرج) ده أربكك وعمل عندك مفهوم ملتبس شوية!

يحيى: يعني إيه؟

أنا: يعني إنت خلصت kg بس.. السنة الجاية هتبدأ Grade 1

يحيى: الله!! يعني إيه؟ أنا كده ماخلصتش مدرسة؟

أنا: الحقيقة يا يويو، أخشي إني أبلغك إنك لسه مابدأتش المدرسة.. إنت كنت في الحضانة! بتسخن يعني.

يحيى: أنا إفتكرت إن كده خلاص!

أنا: ليه يعني؟ بتاخد كورس تنمية بشرية؟

يحيى: وهاروح Grade 1 أعمل إيه؟ ما إحنا خلصنا كل الحروف، وعرفت كل الأرقام، وفهمت كل حاجة خلاص!

أنا: لا مانا فاهمة طبعا إنك بتفك الخط وزي الفل، بس لسه فيه حاجات تانية تتعلمها برضه!

يحيى: حاجات إيه؟

أنا: والله مش فاكراها يا يحيى، بس هي أكيد حاجات مهمة يعني!

يحيى: مش فاكرة أخدتي إيه في المدرسة؟

أنا: مممم.. يعني!

يحيى: مش عارفة الحروف والأرقام؟

أنا: لأ عارفاهم طبعا.

يحيى: وأنا كمان.. يبقى كفاية كده ومش مهم الحاجات التانية اللي هانساها دي!

أنا (متثبتة ومترتبكة): هه؟؟ آآآاااااا.. ااااا بقول لك إيه يا يويو؟ ما تيجي نتمرن على أغنية بكرة أحسن بدل الهري ده؟ هي كانت إيه؟ يا رايحيين الغورية؟

يحيى: ألو ألو.. ومش عجباكي!

أنا: أنا؟؟؟ مش عجباني؟؟؟ دي تحفة.. اختيار هايل.. ده أنا حتى فاتن حمامة مطربتي المفضلة!

(يا اللي اتحرمتوا من التعليم.. الفرصة لسه قدامكوا.. من غير ماتغرموا ولا مليم.. مشروعنا ناوي يعلمكوا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top