صخب المدينة وضجيج الحياة، أصوات تتعالى وآذان هنا وجرس هناك، أناس يتعاركون وكائن حي يبحث عن طعامه وسط أكوام من القمامة، وشخص يسعى بجد واجتهاد ليعيش ويحقق أحلامه، حروب دائرة وطائرات تشن غاراتها، معارك لا تنتهي والعالم في حركة مستمرة، قطرة ندى تسيل على زجاج عربة قديمة ورنين وردة تجف لتسقط على الأرض وأخرى تتفتح لشمس يوم جديد وأخيرا شششش. صمت تام، تغلق عيناك لتتخلص من ذلك التشويش.
ترهقنا الحياة وتجذبنا داخل طياتها كما ينجذب الحديد إلى المغناطيس، بين محطات الصعود والهبوط نسير أحيانًا تائهين وأوقاتا أخرى بخطى ثابتة نحو أهداف بعينها ولكن فجأة وبدون سابق إنذار قد يصيبنا التشويش المؤقت فيعطلنا بعض الوقت.
كأي مرض لابد من معرفة أمرين أساسيين، الأسباب وطرق العلاج، بالنسبة إلى أسباب التشويش وحالات التخبط التي قد نصاب بها في أي وقت وفي أي عمرٍ، فإنها إما أن تكون ناتجة عن إحساسنا بالعجز لعدم بلوغ شئ ما أو تحقيقه وإما عن عجزنا عن معرفة ما نريده من هذه الدنيا.
وأما عن طرق العلاج فإليك عزيزي المشوش \”الروشتة الفعالة للقضاء على الأصوات الزنانة\”
أولا: عليك أن تؤمن بأن هناك الله القدير الذي خلقك لمهمة معينة وأن لك في هذه الأرض رسالة يجب أن تؤديها وأنك لم تخلق عبثًا حاشا لله، ثانيا: أن تثق بنفسك وتؤمن بقدراتك وتذكر أن في خفايا تلك الروح التي أنهكها التشويش قوى كبيرة لو تجمعت لهمت بإزالة جبل وحدها، ثالثا: التركيز ثم التركيز ثم التركيز على عدة محاور، أولها أن تدرك ماهيتك وما أهدافك وكيف تصل إليها، عندها ستجد نفسك على المسار الصحيح.
وأخيرًا ابتعد عن كل ما يؤذي نفسك حتى وإن بدا لك ضئيلًا، استجمع قواك واترك لعقلك الوقت والمساحة ووفر له الراحة حتى يستطيع التحدث، فإن تحدث انصت له جيدًا، فإنه حليفك الذي لا يخونك وكذلك استمع إلى قلبك فهو لا يريد شقاؤك وبعدها تدبر، فستتضح الرؤية وفجأة سينتهي الصخب وسيذهب التشويش ليعكر صفو شخص آخر، ولكن احذر، قد يخبط بابك في أي وقت فكن على أهبة الاستعداد ولا تترك نفسك ضعيفة أو هشة فيشدها تيار اليأس إلى القاع.