روجينا بسالي تكتب: الجيل المهزوم في معركة رمضان .. الرابحون والخاسرون

لا أخفيكم سرا، لم أشعر بأي فارق أو أي فراغ من عدم وجود جيل الوسط في أعمال رمضان، بل اعتبرها

هدنة لربما يكتشف أحدهم التحول الذي أحدثه جيل الشباب في الدراما، وأن عيون المشاهدين تعودت على

الأداء الخالي من الأفورة والكليشيهات والتيمات المحفوظة والمستهلكة.

لماذا فشلوا ونجح الشباب؟!

أولا: يبدو أن هناك أزمة عند فنانات جيل الوسط، وهي خاصة بفكرة عدم تصديق إن عادي الناس

تكبر وتتقدم في العمر.

بيرفضوا يقبلوا أدوار معينة، وتفضل كل واحدة مصدقة إنها لأزم تظهر آنسة، أو واحدة عندها عشرين

تلاتين سنة ولازم تطلع بتحب وتتحب، أو طالبة في الجامعة، لكن مش ممكن تظهر أم لشحط أو شحطة

يبوظوا فكرتنا عنها إنها لسه ما تمتش الأربعين، وشعور إنها لم تتخط الأربعين يلازمها حتى سن

السبعين مثلا!

فاكرة إني من فترة قريت حوار للنجمة \” سلمي حايك \” قالت فيه: إنها بعد أن تجاوزت سن الأربعين

لم يعد باستطاعتها عمل أي دور، وإن السن -مع إنه مش باين عليها- بيفرض عليها قبول أدوار

معينة ومحددة.

ثانيا: أزمة أخرى يمكن أعذر فيها بعض الفنانين وهي أزمة خاصة بعدم الثقة بالنفس، وبالتالي ظهورهم

أمام جيل الشباب أو في أعمال جماعية أصبح من المستحيلات، وعلشان كده تقدمهم جيل الشباب فظهروا

في بطولات جماعية، وكانوا أكثر وعيا.

ثالثا: كنا بنشوف تلات أربع فنانات بيعملوا نفس العمل منذ عدة سنوات، مع تغيرات طفيفة خاصة بأسماء

الشخصيات وربما وظائفها، أما الفنانون الرجال يا أما وعاظ أو لامين المزز حواليهم.

رابعا: الإبقاء على فريق العمل دون تغير فيما يعرف بمصطلح \”الشللية\” وخاصة إذا كانوا من عديمي

الموهبة، قادرين على إسقاط أي نجم مهما كان اسمه أو حجمه أو حتى تاريخه، المصلحة في الدراما أهم

من الجودة، نافق الممثل أو الممثلة من دول تشتغل معاه كل سنة.

خامسا: عندنا جيل متكاسل وبيشوفها عيبة إنه يشتغل على نفسه وعيب إنه يذاكر دوره كويس ويتعب

في تقديمه، عيب إنه يدور على سيناريو كويس، عيب إنه يقعد مع الشباب علشان يسمع وجهة نظرهم.

أسوأ شيء يمكن أن يحدث لفنان هو تخيله إنه وصل لمكانة تؤهله لتقديم أي شيء مهما كان تافها وأن

تاريخه وحب الناس له شفاعة تنجيه من الحساب.

الناجون    

الوحيد من الفنانين الرجالة اللي حسبها بشكل مختلف كان \”فاروق الفيشاوي\”، ظهر مع مجموعة

من الشباب وعدة وجوه جديدة تحت قيادة مخرج جديد في عمل جماعي ناجح ومختلف وهو مسلسل

\”بعد البداية \”، غامر وراهن وكسب الرهان، وظهر بشكل مختلف في المسلسل وسط الشباب وشايفة

إنهم احتفوا به كما يجب وكما يليق بفنان في عمره وتاريخه.

هل تقبل يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين العمل في مسلسل وسط مجموعة متميزة من الشباب والوجوه

الجديدة؟ هل يقبلوا الظهور في مشهد أو أتنين خلال الحلقة؟ هل يقبلوا أن يساندوا مخرج شاب في بداية

طريقه؟ هل يقبل يحيى الفخراني أن يقوم بدور اللواء كمال سليم في عمل لم ينسب كلية له، بمعنى أن

لا يطلق عليه \”مسلسل يحيى الفخراني\”؟ هل يمكن أن يقتنع عادل إمام أن هناك أجيال جديدة ظهرت

من بعده وإن الحياة لم تتوقف عنده؟ هل يمكن أن يصدق أن هؤلاء الشباب طوروا شكل الدراما وأن ما

يقدمه مع يوسف معاطي عفا عليه الزمن؟

الوحيدة من الفنانات فنانة تعافت بعد عدة إخفاقات خاصة باختياراتها غير المناسبة، وهي \”غادة عبد الرازق\”، فقررت أن تظهر موهبتها مرة أخرى بعد سنوات من العمل لتحقيق مكاسب أخرى ولمجرد التواجد، فقط، غادة التي ضيعت على نفسها أن تصبح أهم جيلها بسبب الخطوات غير المحسوبة، غادة التي جعلتنا نخجل جميعا من الدفاع عن موهبتها بسبب إصرارها الظهور بمظهر الست الحلوة اللي كل الرجالة والستات بيموتوا عليها ونست موهبتها، مثلت ورجعت الفكرة القديمة عنها إنها فنانة موهوبة، لكنها تختار الأسهل والأسرع، ظهرت من غير مكياج وبملابس مناسبة للشخصية وماخافتش على شكلها وعلى انهيار صورتها قدامنا، فكسبت، وخسرت الأخريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top