رضوى أبو العزم تكتب: يا عيني ع الحلو لما تبهدله الأيام

كنت بافكر اكتب عن دور الراجل والمرأة في المجتمع، بس حسيت إن المواضيع اتهرست واتهرت، وخلاص الموضوع بقى مستهلك ومفيش منه فايدة.

شار عليا صديق إني اتكلم عن العنف الأسري، حسيته موضوع عميق جدا برضه، وده أصلا جزء من تربية الأولاد عندنا.

اخدت بعضي، وروحت على جوجل، قلت: طب اشوف مش هاخسر حاجة.

وياريتني ما شوفت.. طلع إن في كوكب لندن الشقيق، فيه حاجة اسمها emotional abuse، وطلع إن اللي بيتقدم ضده بلاغ، لو التحقيقات أقرت إنه مذنب، قال إيه بياخد حكم بالسجن!

طبعا أنا ماقتنعتش، وقلت إيه الهبل ده.. مفيش حاجة اسمها كده.. أنا هاعمل البحث تاني، وفعلا لقيت قصة جميلة جدا جدا، بتأكد الكلام ده!

واحدة اسمها اليسون، عاشت مدة ١٢ شهر مع واحد بيسمعها كلام مش لذيذ خالص، من نوعية \”يا طخينة\”.. \”أنتي أصلا تحمدي ربنا إنك لقيتي حد يحبك\”، والموضوع اتطور إنه ابتدى يمنعها من إنها تشوف أهلها وأصحابها، وابتدى يمد إيده بقى.. شلاليت وأقلام وبوكسات، والحاجات اللطيفة اللي إحنا عارفينها دي.

المهم إن كل مرة – بعد ما يرنها العلقة المتينة – يعتذر لها، وهي طبعا تسامحه.

الراجل ده ماتغيرش، وبقى مزاج عنده يهبدها العلقة خمس مرات في الأسبوع!

لاقيت قصص كتير من هذا القبيل، وأغلبها انتهى به المطاف إلى إن الرجالة اللي بتعمل كده في الستات، بيتقبض عليهم وبيتحاكموا.

الست في بريطانيا، لو كانت في علاقة مع واحد، بيسمعها كلام يجرحها وييجي على أعصابها، بتروح تبلغ عنه، وممكن يلاقي نفسه خلف الأسوار عادي جدا.

طبعا المواقف دي كلها، ذكرتني بالست المصرية، ولقيت إنه بيحصل عندنا نفس الحاجات والله وأنيل.. بنسمع قصص كل يوم، بس الفرق بيكون في تناول القضايا اللي من النوع ده.

واحد يبتدي يتعرف على واحدة الأول، يهريها كلام جميل، وأول ما يحس إنه خلاص ملا دماغهان يبتدي يطلع فيها عقد نقصه، ويقولها: لازم تخسي.. قصي شعرك.. اصبغيه.. ماتكلميش فلان.. اقعدي من الشغل.. شيلي أصحابك الولاد من على الفيسبوك!

وكله كوم ورد فعل البنت كوم تاني.. تلاقي الواحدة من دول، طايرة من الفرحة والانبساط، وفاكرة إن اللي معاها كده راجل وبيحافظ عليها من عيون الناس وبيصونها ويحميها!

تيجي واحدة تقول لأهلهان جوزي بيضربني وبيشتمني ومفرج عليا اللي يسوى واللي مايسواش.. تلاقي أمها تقولها: أصل أكيد إنتي استفزتيه يا بنتي.. ما أنا عارفاكي لسانك طويل.. استهدي بالله، وخديه بالمحايلة والمسايسة وشغلي قرآن في البيت.. والله محسودين.. والله مش عارفة الناس عاوزة منكم إيه!

في مجتمعنا للأسف.. الست في أغلب الوقت، هي الضحيه وهي الجاني. لو اتكلمت تبقى متمردة ونمرودة، ومش محترمة، ولو سكتت تبقي هي اللي عملت في نفسها كده!

لازم الست عندنا تيجي على نفسها، عشان لو عرفت حقوقها، تبقى بتخرب على نفسها وعلى بيتها بإيديها.

إحنا اتربينا في مجتمع لا يسمح للست بالشكوى، واللي تشتكي تبقى ماتربتش ومفترية وناقمه على النعمة!

البنت بتتربى إن الراجل مايعيبوش إلا جيبه، وإنه لو مد إيده عليها تبقى استفزته وقليلة الأدب وماتربتش في بيت أهلها، وأهو جالها اللي يربيها! اتربينا في مجتمع بيستند لآيه في القرآن بتشجع الراجل إنه يمد إيده على مراته.. بس ما بيشوفش باقي القرآن بيفرض عليه أي نوع من الحقوق! الخلاصة يعني.. العنف اللي بنشوفه من الراجل تجاه الست في مصر، في دول تانية بيعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.. بس هانقول إيه؟!

ده بقى في أوروبا.. عند الكفار اللي شعرهم أصفر وعنيهم خضرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top