رشا جوهر تكتب: هل أنت تسعيناتي؟

التسعينيات وسحرها

أنا باعترف إنى من عشاق فترة التسعينيات، وباعتبر نفسى \”تسعيناتية جدا\”، وكل لما بيبقى متاح فرصة اعبر عن ده باستغلها.

التسعينيات بالنسبة لى بتمثل كل شىء جميل وغير تقليدى، أو أنا شايفاها كده.

التسعينيات يعنى اللبس اللي ألوانه غير متناسقه مع بعضها.. يعنى اللبس المدندش والقمصان المشجرة والكاروهات والبنطلونات الجينز اللى وسطها بيوصل لحد عظمة التَّرْقُـوَة، والجاكيتات الجلد اللى أكبر مقاسين، بس \”هيبى\”، يعنى أحمر الشفاة الجرىء والشعر الكيرلى والبيريه والسلاسل والخواتم الكتيير، يعنى الابتكار والاعتزاز بهوية وفردية الشخص مهما كان شكله ملخبط، فى الآخر كان بيمشى فى الشارع مرفوع الرأس، وهو حاسس إن الأرض ماجبتش زيه من آلاف السنين.

التسعينيات يعنى شارع ٩ فى المعادى، واللى كان وقتها أيقونة الفترة دي (اللى شاف آيس كريم فى جليم هيفهم قصدى)، المعادى نفسها كانت رمز لفترة التسعينيات عن أى حى تانى فى مصر، افتكر إن كان أى حد بيمشى  قبل الساعة ١٢ بليل بدقائق فى ليلة رأس السنة، كان بيسمع العد التنازلى للسنة الجديدة والاحتفالات فى البيوت والشوارع، واللى كانت بتتميز بالود والسلميه والمقالب اللطيفة فى بعض الأحيان.. يعنى لو إنت شخص كنت عايش فى الفترة دي، ونزلت ليلة رأس السنه اتمشيت فى المعادى علشان مزاجك كان سىء، حالة اليوفوريا اللى كانت بتبقى موجودة فى شوارع  وبيوت المعادى وقتها، كانت هتبقى كفيلة إنها تخليك ترجع بيتك وأنت مبسوط.

التسعينيات يعنى المسلسلات والأغانى اللى كان بيتابعها ويحفظها الصغار قبل الكبار.. كان ممكن تلاقى طفل حافظ تتر مسلسل الساعه ٧ وبيتابعه بنفس الشغف اللى بيتابع بيه مسلسلات الرسوم المتحركة.

التسعينيات يعنى  السينما الصيفية اللى كانت بتديك عرض كومبو، فيلمين بدل فيلم.. سينما رادوبيس مثلاً، كانت بتدخلها الأسر من جميع المستويات الاجتماعية.. كنت ممكن تدخل لوحدك أو معاك أسرتك وتساليك ومشروبك، تخلص فُرجة وتطلع حاسس برضا عن الكون، لا تحس إنك اتضحك عليك فى فلوس، ولا إنها كانت صفقة خسرانة، ولا تحس إنك طالع متنكد علشان حد حاول يتحرش بمراتك، أو سمعت لفظا خارجا، وكان ممكن كمان تكون صداقات مع أسر تانية ما بين العرضين!

ومبي الأسطورة، اللى أقوى تألق له كان فى فترة التسعينيات، كان من عجائب وغرائب الدنيا بالنسبه للناس فى مصر، لدرجة من كتر انبهار الناس بيه، لما حسام حسن سدد هدفه الشهير في شباك الجزائر سنة ١٩٨٩، طلعت إشاعة بعدها إنهم هيفطروه ويغدوه ويعشوه هامبرجر من ومبي!

التسعينيات يعنى الـ Walkman، أول جهاز موسيقى متنقل دخل مصر، وكان جيل فترة التسعينيات هم أول ناس جربوه، وأول لما دخل مصر كان أى حد ماسكه بيتبص له على إنه Badass.

التسعينيات يعنى الموديلز اللى جمالهم كان طبيعى وملامحهم مميزة،  واللى  أثروا فى حركة الموضة فى مصر وقتها بين الشباب عن الممثلين والممثلات.

أنا ممكن اكتب صفحات وصفحات عن فترة التسعينيات، بس برضه فى الآخر مش هيحس بكلامى غير اللى عاش فترة مراهقته أو شبابه فى التسعينيات، ولسه متأثر بيها لغاية اللحظه ديه.

التسعينيات لوحة سريالية جميلة جدا جدا، وبالرغم من إنها صعب تتكرر تانى، إلا أنه هيفضل ليها جاذبيتها الخاصة وعشاقها.

لو أنت من مواليد التمانينات ولسه روحك محبوسة فى فترة التسعينيات، يبقى أنت تسعيناتى زيي بالظبط!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top