رحاب منيعم تكتب: وهل من المفترض أن أُحب الرئيس؟!

سألني أحدهم مستنكرا: ألا تحبين الرئيس؟ فأجبته باستغراب: وهل من المفترض أصلًا أن أحب الرئيس؟!
القضية الجدلية التي لا تنتهي في مصر، والسؤال الأكثر طرحًا بعد ثورة يناير وخلع مبارك بعد \”عشرة 30 سنة\”: هل يجب أن نحب الرئيس؟ وكيف يكون حب الرئيس؟ وإذا أحببنا الرئيس وانتهت مدته واضطررنا إلى انتخاب آخر، هل يعد ذلك خيانة؟ ومن سيضع نفسه في مواجهة انتخابية مع الرئيس؟ هل هو شخص يكرهه أم شخص يسعى لمنصب الرئيس؟ أم أن ذلك هو الأمر الطبيعي والمنطقي في أي دولة ديمقراطية؟
أسئلة عدة دارت وتدور في رأسي المنهك بالتفكير حول طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في مصر، وكيف السبيل إلى انتقال طبيعي للسلطة في ظل شعب يرى أن المعارضة خيانة والانتقاد جريمة والمناقشة \”قلة أدب\”. فمن هو الشخص او الاشخاص الذين سيتجرؤون لخوض انتخابات 2018 او حتي 2022؟ من هؤلاء الذي سيحكمون علي انفسهم بالخيانة والعمالة وقائمة الاتهامات المعدة سابقا والتي حفظها المصريون كاغنية قديمة، ومتي سيقدمون انفسهم للشعب وهل سيتداولهم الاعلام كمرشحين محتملين للرئاسة ام كحفنة من الخونة يخططون للجلوس مكان الرئيس!
كيف سيتم تداول السلطة ونحن بلا احزاب حقيقية ولا حياة سياسية سوية وحملات تشويه مرعبة تطول كل من تسول له نفسه الظهور كنجم سياسي؟
هل طرح هذا السؤال مازال مبكرا؟ اطلاقا.. فهذا هو الوقت الأنسب لطرحه إذا كنا ننتوي حقا تداولا طبيعيا للسلطة، فلابد أن نوقف الآن تلك المجزرة الإعلامية لكل المعارضين والمنتقدين، لنعطي الفرصة كاملة لولادة الرئيس القادم من رحم حياة سياسية ناضجة، وأن نبدأ في تهيئة الشعب نفسيا وثقافيا بأن السعي لكرسي الحكم ليس أبدا كرها في الرئيس، أو خطة شريرة لتغييره، وإنما هو إجراء ملزم بحكم الدستور الذي ارتضيناه، بل يجب أن يعي المصريون الذين لم يشهدوا انتخابات طبيعية لتداول السلطة حتى الآن أن السعي لكرسي الحكم هو هدف طبيعي ومشروع لأي حزب سياسي أو حتى مواطن مصري عادي تتوافر فيه شروط الترشح للرئاسة، والاستعداد للانتخابات الرئاسية يجب أن يبدأ بشكل مبكر جدا كما يحدث الآن في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لإعطاء الفرصة كاملة للمرشحين لعرض أفكارهم وبرامجهم، والأهم أن ندرك أن معايير انتخاب رئيس لإدارة البلاد لا تكون أبدا وفق مقاييس الحب والكراهية، وأن الحب مقبول فقط كمعيار لاختيار \”العريس\”، وليس \”الرئيس\”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top