رامي يحيى يكتب: سعيد بالتدخل العسكري الإسرائيلي!

مبدئيًا كده \”رسميًا\” إسرائيل مش عدو لينا. بالعكس تمامًا دي دولة بينها وبين دولتنا ورق رسمي إنهم بيتعاونوا سوا وبيتسلحوا من نفس المصدر وبينتموا بشكل كبير لنفس المعسكر في التركيبة الدولية، والتعامل الرسمي مش مقتصر على المؤسسة أو النخبة الحاكمة إنما ده كمان على مستوى مؤسسات سيادية زي المؤسسة العسكرية مثلًا.
إسرائيل مش عدو عشان احتلال سينا لمدة 6 سنين. ولا عشان نجحت تستولي على أم الرشراش بموافقة دولتنا، وإلا كان زمنا لسه مقموصين من قايمة كبيرة من الدول اللي احتلتنا بشكل كامل ولسنين أطول بكتير وبينا وبينهم مصايب ودم أكتر بكتير، معاك من أول إيران لغاية إنجلترا. وعدي بقى في سكتك على إيطاليا وفرنسا وشلة الدول اللي توالت على احتلالنا باسم الخلافة الإسلامية. السعودية بقى وسوريا والعراق وتركيا، ده حتى إقليم كردستان هنبقى شايلين منه.
أما بالنسبة ليا فـ إسرائيل عدوي عشان استيلائها على فلسطين.
المقدمة دي مهمة عشان العنوان اللي يخض ده. وعشان أقدر أشرح أنا ليه مبسوط بعيد عن هوهوة الخاين والعميل والمتمرغ في وحل الخيانة. إلى آخر شغل الكليشيهات الرخيصة بتاعت \”بدور\” و\”الرصاصة في المحفظة\” و\”هي دي مصر يا عبلة\”. إلخ.
أنا سعيد بالتدخل العسكري الإسرائيلي ضد داعش لإنه كاشف وملخص حقايق كتير.

 

التعاون العسكري المصري الإسرائيلي:
اللي حصل من تنفيذ الجيش الإسرائيلي \”بنجاح\” لضربة جوية مركزة داخل العمق المصري وضرب أهداف حية باستخدام طيارات بدون طيار، بناء عن معلومات استخباراتية دقيقة جدًا للوضع على الأرض، اللي حصل ده فعل واضح وصريح مايسبش أي نسبة شك في حقيقة التعاون الرسمي بين الدولتين سياسيًا وأمنيًا، إلا بقى لو طلع رد رسمي من المؤسسة العسكرية ينفي إعلان إسرائيل عن تنفيذ العملية ونجاحها، أو تأكيده. والإعلان طبعًا عن مستوى ردة الفعل، وده بطبيعة الحال يخلي أي كلام مستقبلي عن \”العدو الإسرائيلي\” مدموغ مسبقًا بختم كلام فارغ.


التعامل العسكري مع ولاية سينا (فرع تنظيم الدولة الإسلامية) مش كيميا:

اللي حصل بيكشف أن عسكريًا فيه إمكانية عملية للوصول للإرهابيين في سينا بمجهود وبتكلفة وضجة أقل بكتير من اللي دولتنا بمختلف مؤسساتها الأمنية \”الحاكمة\” بتعمله. وبمنتهى الدقة.


أنا أحمي.. إذًا أنا أحكم:
النقطة اللي فاتت تحديدًا أهميتها إنها بتضرب نظرية \”أنا أحمي إذا أنا أحكم\” في مقتل، هتسألوني ليه؟ أقولكم ليه؟
النظام الحاكم ومن يوم ما إحنا -كشعب- أسقطنا حكم الإخوان وهو بيبيع لنا بيعة إنه مفيش بديل عنه لإنه بيحمينا من الإرهاب، وإن مفيش أي مساحة لانتقاد سياسته لأنه دقيق ومسيطر بشكل متكامل والدليل هو سيطرته على الإرهاب، وأي حد يتكلم عن أي فشل سياسي أو اقتصادي بيكون الرد الجاهز \”مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق\” أو \”هات أمك تحرس الحدود\”، طب آدي 40 أسرة بتتهجر قسرًا من أراضيها زي سوريا والعراق، كدليل عملي على عدم القدرة الفعلية على السيطرة، وجت العملية الإسرائيلية الناجحة عشان تحسم فكرة إن الموضوع مش مستحيل، فنبقى كده قدام خيارات محدودة جدًا وكلها صعبة جدًا:
– هل الأجهزة الأمنية في مصر أقل كفاءة من نظيرتها الإسرائيلية؟
– ولا بتمتلك نفس الإمكانيات بس مابتعرفش تدورها؟
– ولا بتمتلك نفس الإمكانيات وبتعرف تدورها. بس مالهاش مزاج؟


الختام: صمت رسمي وفخ للإعلام الموالي:

اللي حاصل لغاية كتابة السطور دي هو صمت رهيب من النظام المصري، لا تعليق على إعلان إسرائيل تنفيذها طلعات جوية داخل العمق المصري، ولا تعليق على جرائم تنظيم الدولة الإسلامية \”ولاية سينا\” ضد المواطنيين المصريين في شمال سينا، ولا عن عملية تهجير 40 أسرة من منازلهم بدعوى حمايتهم، بمعنى أدق. عدم القدرة على حمايتهم.
في انتظار أن ينتهي الصمت بشكل رسمي أو عن طريق إعلام المبرراتية، واللي هيكون المرة دي في مهمة صعبة جدًا، حيث هيكون مطالب بالتأكيد على كفاءة المؤسسات الأمنية وتبرير نجاح إسرائيل بدقة تفتقدها نفس المؤسسات اللي بيدافع عنها، وطبعًا لازم ماينساش يقول إن الإسلام برئ من الأحداث دي، وإن طبعًا مافش أي رابط بين الجماعات الإرهابية في سينا وبين عمر عبد الرحمن اللي الدولة سمحت لاتباعه من المتطرفين باستعراض قوتهم في جنازة كبيرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top