اعتاد معارضي الرئيس إن بعد كل خطاب له، يقفشوا على كلمة أو كلمتين ويحولوهم لمادة للألش، بس بصراحة أغلب المرات دي كلامه طلع صح، وأتنفذ حرفيًا، لتتحول الإيفيهات لواقع.
سيادته أيام ما كان مُرشح، تحديدًا في مايو 2014، عمل لقاء مع عدد من الفنانيين كجزء من حملته الانتخابية، في القعدة دي الممثل محمد صبحي قال له:
أنت ظهرت الفترة اللي فاتت كتير بس ما أتكلمتش عن برنامجك الانتخابي، وطالبه يعلن عن برنامجه الانتخابي.
فأنفعل المشير السيسي وقال لـ \”صبحي\”، إنه كان مشغول طول الفترة الماضية بعملية تقوية الجيش حتى يصبح من أقوى جيوش العالم، وكان رافض الإنجراف لمعترك السياسة، إلا أن كل اللي حواليه ضغطوا عليه حتى يترشح للانتخابات، وختم كلامه منفعلًا: وأنتوا الفنانين كنتوا جزء من الناس اللي ضغطوا عليا، ودلوقتي جايين تطالبوني ببرنامج، أنا معنديش برنامج.
طبعا وقتها الخبر ده اتنشر في مواقع كتير، فظاط جمهور فيس بوك وتويتر، والألش نزل بقى على ودنه، بس الواقع أثبت أنه ماكانش بيهزر ولا بيقول أي كلام، فعلا تم الترشح وخوض الانتخابات وصار رئيسا بلا برنامج، وواضح جدًا حتى الآن أن مفيش أي خطة مدروسة لإدارة أي شئ أو التعامل مع أي ملف، وده يظهر بوضوح في تصريح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، في أغسطس اللي فات لصحيفة المصري اليوم.
يعني المشروع ماكانش ضمن خطة موضوعة قبل الترشح للانتخابات، كمان لم تتم دراسته \”دراسة جدوى\” قبل تنفيذه. بس ده موضوع تاني.
كمان خلال فترة الدعاية الانتخابية أتقال تصريح من سيادة الرئيس الحالي مفاده إنه مش بيحب الهزار، ويمكن التصريح ده ماحدش وقف عنده كتير، بس مامرش كتير على وصول سيادته للسلطة، إلا وأوقفت قناة CBC برنامج \”البرنامج\” بناء على ضغط من مواطنين (شرفاء)، أشتكوا للقناة استيائهم من البرنامج، حتى لما باسم يوسف ساب البلد واشتغل مع قناة MBC مصر السعودية، القناة ماكملتش تعاقدها وفسخته، ولأسباب غير معلنة ترك باسم يوسف مصر تمامًا وسافر إلى خارج مصر والشرق الأوسط بالكامل.
يا ترى لسه فاكرين مؤتمر تدشين مبادرة رؤية مصر 2030، اللي كان في مسرح الجلاء، الكلام ده كان في فبراير اللي فات، المؤتمر ده شهد كلمة للسيسي عاشت لفترة كمادة خصبة للألش على مواقع السوشيال ميديا، مرة عشان الكلام عن الموبايلات، وأقتراح أن كل واحد معاه موبايل يصبح على مصر بجنيه، فده هيوفر حوالي 4 مليار في السنة، بس تاني يوم كانت شركات المحمول بتعلن عن أرقام خاصة للتبرع لمبادرة \”صبح على مصر\”.
نفس الخطاب ده كان السوكسيه الأعلى، لما السيد الرئيس بكى بالدموع وهو بيقول جملته الشهيرة: والله العظيم أنا لو ينفع أتباع كنت أتبعت.
مش محتاج أتكلم عن كم الألش على الجملة دي، ولا محتاج أذكره أساسًا.
المهم بالنسبة ليا أننا نفتكره، ونفتكر قد إيه تم التعامل مع الموضوع بوصفه أي كلام، وقفشة تنفع مادة خام للألش، بس بعد أقل من شهرين من التهييس والألش والضحك، كانت زيارة طال عمره اللي خلالها تم الإعلان عن حملة دعم مالية كبيرة من السعودية لمصر، كلام عن أرقام تجاوزت الخمسة مليار دولار، وفي نهايتها كان الإعلان عن المصيبة المعروفة إعلاميًا باتفاقية تعديل ترسيم الحدود المصرية – السعودية، واللي بمقتضاها المفروض نتنازل عن تيران وصنافير للسعودية، الاتفاقية اللي تبعتها موجة غضب كبيرة أدت للقبض على عدد لا بأس به من مواطنيين رافضين للتنازل عن الأرض من قبل الشرطة المساندة لقرارات النظام أيا كانت، ولسه في شباب ماخرجوش لحد دلوقتي.
طبعًا ماحدش لحق ينسى حوار الفكة، ولا ينسى موجة الألش اللي لسه رزازها بيطرطش في الجو، أصل الكلام كان يادوبك من حوالي شهر، في كلمة الرئيس بمناسبة بدء تسليم عقود تمليك الشقق الجديدة لأهالي منطقة \”غيط العنب\”.
وفعلا بعدها بأيام بعض المواقع نشرت أخبار عن مطالبة الرئاسة للحكومة بتقنين الفكرة!
وفي الخطاب الأخير للرئيس، في افتتاح مؤتمر الشباب الأول بشرم الشيخ، كان فيه الكمبيوتر زرجن، وفعلا الناس أتكلمت عنها شوية، لكن موجة الألش الأعلى انطلقت تعليقًا على حديث سيادته عن تلاجته اللي ماكانش فيها غير المية لمدة عشر سنوات، وماحدش سمع صوته.
طبعًا الموضوع هياخد موجة رهيبة من الألش والألش المضاد، وطبعا لازم هيكون فيه محاولات سمجة من الإسلاميين للاستظراف. وطبعًا محاولاتهم بتتعرف من غير لوجو ولا صفحة، إنما من تقل الدم، لكن مش المهم كل ده.. المهم أن بناء على الأمثلة اللي فاتت، فالكلام مش تهريج، والسيسي مش بيهزر، الرسالة واضحة وصريحة إحنا داخلين على أيام زي الشدة المستنصرية، مرحلة المواطن المثالي فيها -من وجهة نظر الدولة ورئيسها- هو اللي يقدر يعيش بس على المية وماينطقش.. يعيش بوصفه طُحلُب.
بس يا ترى في المجاعة القادمة اللي بيبشرنا بيها الرئيس، هنفضل فاكرين أن تيران وصنافير مصرية، وإن الدولة بتسعى للتنازل عنها لصالح أكبر دولة بتدعم التطرف الديني في العالم، وأن عندنا عشرات المحبوسين احتياطيا في قضايا سياسية، وطبعًا أن الدستور غير مفعل، وأن عندنا مئات المختفين قسريًا، وأن القرار 444 لازم يتعدل، وأن القرار 355 لسنة 2016 لازم يتلغي، وأن عرض أراضي النوبة في المزاد العلني بيعرض البلد لشبح اقتتال أهلي، وأن النوبيين لازم يرجعوا أراضيهم، وأن TE. Data أسوأ شركة إنترنت في مصر؟!
