رامي يحيى يكتب: الخونة يلهوك.. واللي فيهم يجيبوه فيك

اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الجمهورية المصرية والمملكة السعودية، والمعروفة -إعلاميا- باتفاقية تيران وصنافير، وشعبيًا باسم اتفاقية العار، الاتفاقية وما ترتب عليها من معركة سياسية كشفت لنا إعلاميين كتير موجودين ع الساحة، أو بمعنى أدق أسقط عنهم قناع الوطنية المزيف.
في البداية، كل الوشوش المعروفة بتبعيتها لأي حاجة يقولها النظام، بشكل مستفز، طلعوا علينا يأكدوا أن الجزيرتين أراضي سعودية. وأن مجرد مناقشة الموضوع تنم عن جهل بالتاريخ، وكأن الموضوع ده معلومة عامة عيب على أي شخص إنه مش عارفها، ولما ارتفعت الأصوات الرافضة للتفريط في أراضينا لمملكة آل سعود، وخرجت المظاهرات الغاضبة لأول مرة منذ حكم السيسي، تحّول الموضوع إلى الكوميديا السوداء. لما تولت الوشوش دي تخوين كل من يدافع عن مصرية الجزيرتين، إلى آخر السجال والخطاب التافه والركيك اللي تبناه أغلب الإعلام المصري منذ توقيع حكومتنا الفاشلة على الاتفاقية وحتى الحكم التاريخي بعدم شرعية هذا التوقيع.
دلوقتي وبعد الحكم وقع إخوانا البُعدا في حيص بيص واتدهولوا في حالهم لغاية ما وصل بيهم الحال وتبنوا حق السعودية في تدويل القضية وأعلنوا عن دعمهم للجانب السعودي خلال المحاكمة، اللي هو كده تقريبًا الشكل الموضح للخيانة الوطنية في كتالوج الحياة، وهي هي الأشكال دي نفسها بتحاول تبيع بيعة النوبيين الأبالسة اللي بيسعوا لتدويل قضيتهم وعايزين يفككوا الدولة، هي هي نفس الأشكال اللي بتعلن عن استعدادها تقديم مستندات للجانب السعودي أو على الأقل الإعلان عن مستندات تفيد أحقية الجانب السعودي في الجزيرتين. وهي هي الدولة اللي مكملة في سكة التفريط في الأرض لأبعد مدى، إن كان عن طريق البرلمان اللي بيشكل في الأغلبية إئتلاف \”دعم آل سعود\”. اللي أعلن فور الحكم التاريخي ببطلان التوقيع عن تمسكه بحق البرلمان في البت بشأن الاتفاقية، أو عن طريق الحكومة اللي أعلنت عن التصعيد القانوني إلى التقاضي أمام المحكمة الدستورية العليا.
ياترى هيجيلهم عين نسمع صوتهم لحظة التصعيد المتوقع من النوبيين في أي لحظة لعدم وجود أي خطوات فعلية لتفعيل أي من المواد الدستورية اللي تفعيلهم واحد من أهم مطالب الحراك النوبي الماضي، وعلى رأسها المادة 236، معقولة هتكون عندهم البجاحة يلبسوا نفس الوش ويقولوا نفس الكلام وهمه وشهم متعاص من الإخيه بتاع \”الجزر سعودية\”، معقولة فيه بجاحة كده؟! هنشوف.
تجربة قافلة العودة النوبية، اللي خرجت من الاتحاد النوبي العام في أسوان، حققت زخما كبيرا خصوصًا لما اتحولت لاعتصام، والمعتصمين قعدوا مع ممثلي الدولة وطلعوا قالوا وعود بدون جدول زمني زي ما بيحصل كل مرة. والنتيجة أن مفيش أي تحرك حصل نهائي زي كل مرة، بس المرة دي لازم يكون عندنا كنوبيين مرونة التعلم من أخطائنا، نكون عرفنا عندنا نقاط قوة فين ونقاط ضعف فين، ومن الواضح إننا محتاجين لفريق تفاوض أكثر كفاءة، لأن مش كل مُنَاضل صلد -بالضرورة- مُفَاوض ذكي، وبالتالي محتاجين تنظيم أكتر للقاعدة اللي بتشتغل على الأرض. وتعديلات واسعة في فريق المفاوضين بحيث يضم كوادر ليها خبرات في العمل السياسي.
في اللحظة دي واللي هي قريبة قوي. يا ترى الوشوش الإعلامية بتاعة عليا الطلاق الجرز سعودية هيوصلوا لآخر مسطرة المسخرة والانحطاط؟ ولا هيكونوا لأول مرة عندهم أي درجة من الاحترام، وعلى الأقل هيسكتوا ويعملوا مش شايفين؟! اللحظة قربت وهنشوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top