رامي عادل غالي يكتب: التاريخ حينما يكون مملا

 

إذا كنت تحب التاريخ مثلى، فأنت تعرف الكليشيهات التاريخية. أيضا كارهو التاريخ -أرى الكثير من الأيدي المرفوعة- لا بأس، يمكنهم أن يفهموا عما اتحدث من المثال القادم.
ماذا يحدث للمدن المهزومة في الحروب؟
حتى لو لم تقرأ عن التاريخ في حياتك، فلابد أنك تتنهد الآن متذكرا كل ما سمعت من نهب وقتل واغتصاب، حدث هذا في حروب المدن الإغريقية القديمة وحدث في معركة تحرير حلب العام الماضي. يحدث أحيانا أن لا ينطبق الكليشيه التاريخي فتنجو مدينة أو اثنتين من المصير المؤلم المحتوم، حينها يسارع المؤرخون لتسجيل هذا الحدث العجيب مؤكدين أن هذه المرة نجت المدينة إلى حين.
فلنتذكر أيضا هذا المشهد المتكرر: يقف \”الزعيم، القائد، الرئيس، الأمير\” مخاطبا الجماهير العريضة مستلا وعوده راسما صورة من الجنة تتحقق فقط إذا تركوه يسيطر تماما وإذا تركوه يعمل في صمت منتظرين في صبر انتهاء المهلة المطلوبة.
حسنا، عادة ما يموت/يخلع قبل هذه المدة، فيضطر من يليه للبدء من جديد.

بالطبع أحيانا يمل الناس من التكرار فيأتون، نعم في كل الأحوال هم الذين يأتون أو يسمحون، برئيس مل أيضا من التكرار فلا هو يعد بشئ ولا هم ينتظرون شيئا.
ها وقد انتهى معظم المقال، أظن أن فكرة الأحداث التاريخية المتكررة أصبحت واضحة. تلك التي أصبحت على قدرتها على الإرعاب مملة لا جديد فيها.
إليكم الآن الكليشيه التاريخى المفضل لي: يزأر الناس عاليا، هناك بعض القبضات المضمومة التي تتحرك في الهواء غاضبة.
يبدأون فى الحركة، الكثير منهم لا يعرف إلى أين، ثم يشتعل الجحيم.
يخفت صوت الخطيب/الزعيم الوطنى أو الدينى في كل لحظة بينما تتحرك الكتلة البشرية لتقوم بفعل يتسم بالغباء والعنف.
القبض الأسطورى على سقراط وإعدامه، مقتل هيباتيا، إحراق الساحرات في العصور الوسطى مرورا بليلة البلور وحتى مقتل الشيعة بالجيزة حديثا.
أخاف الشر، ولكننى أفهمه، أما الغباء عندما يكون شريرا بلا فائدة لأحد على الإطلاق، وبالأخص صاحبه، فيحتاج إلى جهد لا ينتهى لمحاربته ويمتلك على عشوائيته قدرة مخيفة على التدمير.
تظل الحشود الغاضبة بلا عقل كابوسى التاريخى والمستقبلى الملح، يكفى فقط أن تنتفي صفة الغضب أو الجهل عنها لينتهي التكرار ويبدأ الحلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top