د. هاني مهني يكتب: عم فتحي الذي لم يعد كذلك

عم فتحي مواطن شريف.. يعشق الحكومة عشقا قادما من أعماق الستينيات، فهو من الرعيل الأول الذي يؤمن إيمانا راسخا بأن (الحكومة عارفة مصلحتنا) وأن (اللي عند الحكومه مايضيعش).

وجد عم فتحي طريقه إلى موقع التواصل الاحتماعي الأشهر \”فيس بوك\” كأغلب المصريين بعد ثوره يناير مباشرة، ووجد طريقه لي كصديق لا أعلم كيف، ويبدو أن ذلك حدث في غفله مني أو من الزمن.

يشاركك عم فتحي خواطره الإيمانيه ليل نهار على صفحته الرئيسية، وفي المقابل تكتشف في الإشعارات أنه دائم الإعجاب بجميع الصفحات الإباحية والمصنفة للكبار فقط.

ناهيك عن سعيه الدائم في سباق محموم مع الزمن ليلحق الفيديوهات التي يجب أن يشاهدها قبل الحذف.

أحب عم فتحي باسم يوسف أثناء حكم الإخوان فقط، حتى بدأ باسم في الحديث عن ما حدث ( ب . ح . إ ) – بعد حكم الإخوان – ليبدأ عم فتحي فورا في مشاركة أخبار من نوعية.. عاجل: القبض على باسم يوسف في وضع مخل أسفل عقار مهجور بجوار الموساد!

عم فتحي كتب ألف \”يستاهلوا\”

وألفين \”هما إيه اللي وداهم هناك\”

و40 ألف \”منكم لله خربتوا البلد\”

كما أنه كان من الرعيل الأول الذي آمن تماما بنظريات من نوعية \”العبايه أم كباسين\” و\”نظرية عجلة الإنتاج\” ونظرية \”خللي البلد تستقر\”.

لم يشارك عم فتحي خلال ما يزيد عن 6 عقود من الزمان – هي إجمالي سنين عمره في أية انتخابات رافعا شعار \”هوه إحنا يعني هانعرف أكتر من الحكومة\”.

ليصاب فجأه وبعد ثورة يناير مباشرة بحالة من الانتخاب اللارادي لدرجة تصل إلى أن \”ينتخب على نفسه وهو ماشي في الشارع\”، وأصبح مصابا بحالة من \”جنون النعم\” حتى إنه كان ينزل بعد انتهاء الإنتخابات ليمر على اللجان الإنتخابيه، مستمرا في كتابة نعم على الجدارن على سبيل التفريغ لطاقاته الإنتخابيه المكبوتة.

عم فتحي الذي أعجب بجميع الصفحات التي نشرت صور الطفلة منة عرفة بعد أن تفجرت انوثتها.. ذلك الرجل الطيب الذي يستمر بإصرار عجيب في نشر صورة العصفورة التي تمتلك رأس كلب، وهو مقتنع أنها معجزة

ذلك الصديق العزيز الذي أمتعني بمشاركاته لفتره تزيد عن الأربعة أعوام بقليل، اختفي تماما من العالم الافتراضي منذ ما يزيد عن الشهرين، وهو غالبا مؤشر شبه أكيد على إختفائه أيضا من على أرض الواقع، مما قد يتيح للبشريه استكمال مسيرة التقدم من جديد.

ارقد في سلام يا عم فتحي، فالعالم من دونك مكان أفضل بكثير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top