بمعنى أصح إمتى أحس إن عندي اكتئاب، وبجد المفروض اتحرك قبل ما حياتي تبوظ؟
بص يا عم.. همة أربعة مستويات.. بالبلدي كده زي غيار العربية.
الطبيعي إنك تبقى متموّر (على المور يعني والفيتيس بيلألأ في إيدك).. دي الحياة الطبيعية أو الزيرو ليفيل.. ينفع إنك تزعل وتحزن فيه.. جدا كمان، وتقرف من الدنيا واللي فيها، لكن ده ياخد بالكتير يومين وتعرف ترجع لمودك تاني، وتعرف تستمتع بالحياة وبالأكل والخروج والفسح وتكمل شغل ودراسة وفرجة على الأفلام والأغاني.. تمام؟!
لكن لو الموضوع استمر أسبوعين متواصلين ومودك وحش (حاسس بألم الحزن) ومش عارف تستمتع بالحاجات اللي كانت بتبسطك.. كده تبقى أنت اخدت الغيار الأول وساحب على الهادي.. خلي بالك أنت محتاج أصحابك قوي يبقوا جنبك أكتر من الدكتور.. لو رحت للدكتور مفيش مانع – إحنا الكسبانين – بس هو غالبا هيدلّك على حاجات تعملها أكتر من الدوا.. غالبا هيقولك إرجع لأصحابك اللي بتحبهم وركز معاهم شوية.
أومال إمتى بقى تاخد غيار تاني والموضوع يتطور؟!
أول ما تلاقي حزنك خرج من دايرة المشاعر المؤلمة وبدأ يدمّر جسمك.. لازم تقلق.. شهيتك مسدودة عن الأكل، أو بقيت مفجوع مثلا، أو مش عارف تنام خالص، وبالتالى تركيزك انضرب أو بقيت تنام كتير جدا، أو جالك قولون عصبي أو صداع نصفي.. كلها ماشية في سكة \”تدمير الجسد\”.. كده يا حلو لازم تروح لدكتور بسرعة.. الموضوع مايتسكتش عليه.
طب إمتى بقى تاخد غيار تالت والموضوع يفتح منك؟
ده يحصل لما حياتك الاجتماعية تتدمر.. الاكتئاب مش بس هياكل جسمك.. ده هيبدأ يزحف لحياتك الاجتماعية (تدمير العلاقات والإنتاج).. يعني لو بتذاكر يسد نفسك.. لو بتشتغل يخليك تزهق من الشغل.. تبقى مش طايق تخرج مع أصحابك.. تنعزل.. تسيبي جوزك وعيالك ياكلوا من قعر الحلل أو يجيبوا ديليفري ليل نهار.. مش مهتمة بجمالك ولا شياكتك، ويمكن كمان أنت تبطّل تستحمَّي.. رغبتك في المجتمع والناس والانتاج بتنتهي وطاقتك بتخلص.
أكيد أنتوا متوقعين المرحلة الرابعة والأخيرة، ودي اسمها طريق الموت على الهاي واي.. يعني خلاص عايز تدمّر أي شىء بشكل حقيقي مش موارب.. بدأت تفكرّ في الانتحار أو بتتصرفي بتهور أشبه بالانتحار، غضبك بقى فوق المحتمل وممكن يؤذي الناس.. عنف وعصبية مدمرة، أو حتى توقف عن الأكل والشرب فيما يشبه الانتحار.
دي رابع وآخر مرحلة (الدمار الشامل)
لو تاخد بالك.. الاكتئاب كأنه بيقتلنا.. بيهدمنا.. بينهينا.. حاجة كدة ضد الحياة والوجود
وبالعكس.
كل كلمة حلوة هي علاج.. كل بسمة.. كل فرحة.. كل غنوة ورقصة.. كل عمل خير.. كل مذاكرة ونشاط ورياضة وشغل وإنتاج وحب ومشاعر.. كل ده علاج ودوا، والوقاية خير من العلاج.
ده ميمنعش إن عربية الاكتئاب لما تجري.. لازم لها دكتور يفرملها بفرامل الدوا والجلسات.. الكلام ده مش هزار، ولا نحنحة.. دي حياتنا اللي بنعيشها كل يوم.
ربنا يسعدنا ببعض في الدنيا دي وينجينا من بعض.