من الأمراض الشائعه عند الأطفال المصريين مرض لين العظام، وهو يعني نقص فيتامين ( د ) في جسم الطفل بسبب ضعف التغذيه أو عدم التعرض للشمس، ويمكن أن يحدث كذلك نتيجة خلل في وظيفة فيتامين (د) أو تصنيعه داخل جسم الإنسان مثل ما يحدث في حالات الإسهال المزمن أو أمراض الكبد والفشل الكلوي، وأحيانا بسبب استخدام أدوية معينة لفترات طويله، مما ينتج عنه نقص فى كمية الكالسيوم الموجود في العظام نتيجة سلسلة من التفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
ومع استمرار نمو عظام الطفل في وجود نقص كبير في هذا العنصر المهم المسئول عن صلابة العظام، تحدث تشوهات كثيرة في الهيكل العظمي للطفل بسبب ليونة العظام، وضعف العضلات.
يسبب هذا إزعاجا شديدا للوالدين، يجعلهم يهرعون إلى جراح العظام طلبا للتشخيص والعلاج!
يظهر مرض لين العظام بكثرة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وتزداد الأعراض حدة مع تأخر العلاج، حتى إن هذا المرض في مراحله الأخيرة يسمى \”الكساح\”، نتيجة التشوهات الكبيرة وضعف العضلات الشديد الذي يصيب الطفل، وربما يؤدي إلى خلل في وظائف التنفس والقلب.
تتمثل أعراض المرض في تأخر نمو الطفل وتأخر ظهور الأسنان، وكذلك بروز الجبهه وعدم إغلاق فتحة المخ بجمجمة الطفل، ومن أبرز علامات المرض تضخم نهايات عظام الأطراف وتقوس الساقين أو تلامس الركبتين، وهذه العلامات بالذات تظهر مبكرا، وينتهى الأمر بتشوهات في العمود الفقري تؤدى إلى قصر قامة الطفل المريض عن أقرانه.. كذلك تظهر بروزات في أطراف الضلوع وبروز عظام الصدر، ويكون عمق القفص الصدري أكبر من عرضه \”صدر الحمامه\”.
لا يجب على الأم في مثل هذه الحاله أو وجود أي من هذه الأعراض أن تنتظر كثيرا، وعليها استشارة الطبيب المختص فورا، لأن الأمر ربما يكون إشارة إلى ما هو أخطر من مجرد تشوهات في الشكل، مثل أمراض الكبد أو الكلى أو الأمعاء.
الوقايه من هذا المرض أهم كثيرا من علاجه، وتبدأ الوقايه من الرضاعة الطبيعيه مع زيادة جرعة اللبن الخارجي مع بلوغ الطفل شهره السادس مع تعريض الأطفال لأشعة الشمس البارده نوعا ما في ساعة البكور وقبيل الغروب.
ومن رحمة ربنا بنا نحن المصريون أن رزقنا شمسا صافيه معظم أيام السنة، مما يساعد فب تكوين فيتامين \”د\” تحت الجلد بمجرد التعرض للشمس نصف ساعة يوميا دون الحاجة لإعطاء أية أدوية، ويوجد فيتامين \”د\” بكثرة في الخضروات والفاكهة الطازجة، وفي اللحوم والبيض، كما يوجد الكالسيوم بغزارة في الألبان ومشتقاتها، وكافة أنواع الجبن.
أما علاج لين العظام، فيبدأ مبكرا بإعطاء الطفل فيتامين \”د\” في صورة شراب أو نقط بالفم أو حتى حقن، حسب ما يرى الطبيب المعالج طبقا لدرجة المرض، لمده تتراوح من ثلاثة إلى ستة شهور مصحوبا بالكالسيوم، وتعريض الطفل للشمس مع عدم منعه من أى نشاط عضلي أو جسماني.
تحتاج بعض الحالات للعلاج الجراحي لإصلاح التشوهات في السيقان، خاصة بعد أخذ العلاج اللازم لوقف تطور لين العظام، وتكون الجراحة عبارة عن كسر جراحى معين عند زاوية الإعوجاج، ثم تثبيت العظام في الوضع الصحيح طبقا للزاوية الصحيحه للنمو.