د. عاطف مرسي يكتب: زيكا والزنانة المصرية

\”زيكا\” ليس اسما  لممثل أو لاعب كرة مشهور، ولا هو لعبة على الإنترنت، وإنما زيكا هو اسم لأحد الفيروسات التى حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشاره فى الآونة الأخيرة.

يعيش وينمو فيروس زيكا فى المنطقة الإستوائية فى أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وهو فيروس قديم يعود اكتشافه إلى سنة 1848 وسمى بذلك الاسم نسبة إلى اسم الغابة التى اكتشف فيها فى أوغندا، ولم يكن هذا الفيروس يصيب الإنسان آنذاك، ثم حدثت طفرة جينية على بروتين هذا الفيروس فى تسعينيات القرن العشرين، جعلته قادرا على إصابة الإنسان، حيث يخترق الفيروس دم الإنسان عن طريق بعوضه تسمى البعوضة الزاعجه أو الزنانه المصرية (Aedes aegypti) وليس لهذه البعوضة علاقه بمصر ولا نعرف من أين جاءت هذه التسمية، فموطنها الأصلى غابات أفريقيا، بالإضافه إلى المناطق الإستوائية فى آسيا وأمريكا اللاتينية، وتعيش هذه البعوضة على الأرض من قديم الأزل، وربما لهذا جاء الارتباط بينها وبين مصر.

والمثير للدهشة والطرافة أن بعض مسئولى الصحة فى مصر فى نهاية الأربعينيات حاولوا تغيير اسم هذه البعوضه فى المراجع العلمية، لكن لم ينجحوا فى هذا الأمر.

ينتقل فيروس زيكا إلى دم المصاب عن طريق لدغة هذه البعوضة الزنانة المصرية، ويسكن خلايا المريض، مما ينتج عنه أعراض مرض زيكا، وهى الحمى والصداع الشديد واحتقان العين مع طفح جلد يغطى معظم مناطق الجسم، وتستمر هذه الأعراض لمدة خمسة أيام تقريبا، أما علاجه فلا يشمل سوى الراحة التامة وتناول السوائل والفيتامينات وخافضات الحرارة، وربما بعض قطرات العين لتقليل الاحتقان والألم.. يتماثل بعدها المريض للشفاء.

ينتمي فيرس زيكا فى صورته الجديدة إلى مجموعة ما يسمى فيروسات الصفرا التى ينتمى إليها فيروس الحمى الصفراء وحمى الدنج والالتهاب الكبدى الوبائي (سي)، ومما يحذر منه الأطباء وكذلك منظمة الصحة العالمية ومراكز البحوث العلمية، هو حدوث مضاعفات هذا المرض، فرغم بساطة أعراضه وإمكانية الشفاء منه حتى بدون أمصال أو أدوية، إلا أن مضاعفاته تبدو خطيرة، إذ أنه عندما يصيب السيدات الحوامل، فإنه يشوه الأجنة، وينتج جنين برأس صغير جدا (microcephaly)، مما قد يؤدى إلى صغر حجم المخ، ومن ثم  تخلف عقلى واضطراب فى وظائف النمو الجسدى والعقلى، ومن مضاعفات هذا المرض أيضا التهاب الأعصاب الطرفيه التى تصيب أعصاب الذراعين والساقين وتؤدى إلى ما يعرف بالشلل المتدرج مثل حالات التهابات (جالين باري).

مضاعفات المرض غير مؤكدة الحدوث ولم تكتشف حالات مصابة بهذا الفيروس حدثت معها هذه المضاعفات الخطيرة حتى الآن، لكن يجب الحذر فى التعامل مع هؤلاء المرضى وحمايتهم من تطور المرض، ويجب على السيدات الحوامل عدم السفر للبلاد التى ينتشر فيها هذا الفيروس، وفى الحقيقه هناك بعض الأقطار تفكر فى منع الحمل بين مواطنيها لمدة عام أو عامين حتى يتم القضاء على هذا الوباء، أو التوصل لصنع لقاح لمنع الإصابه بهذا المرض أو مصل للقضاء عليه بمجرد إصابة الإنسان به.

ومن الجدير بالذكر أن وزارة الصحة المصريه قد أعلنت خلو مصر من الإصابات بهذا المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top