المتابع لأحوال مصر في الشهر الأخير يستطيع أن يرصد بسهولة أعاجيب لم نرى مثلها أو نسمع عنها من قبل، فهذا شيخ يبيح جماع الزوجة المتوفاة فيما يسمى (جماع الوداع) وهذه شيخه تبيح للرجل نكاح البهائم وآخر لا يرى فى استعمال الأدوات الجنسية أى مشكلة ويلهث الإعلام والجمهور فى شبكات التواصل الاجتماعى وراء هؤلاء الشيوخ بين مستغرب ومؤيد ومعارض.
وهذا محافظ للبنك المركزى يتباهى برفع قيمة الاحتياطي الأجنبى من القروض والديون ثم يدشن مؤتمرا للشمول المالى برعاية رئيس الجمهورية لا يفهم أحد ماذا وراءه ولا أغراضه مع شعب لا يتعامل حوالى ثلثي سكانه مع البنوك. وعشرات البرامج الكروية ولا أقول الرياضية على جميع القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية تسهب فى وصف المباريات وتأكل عقول المشاهدين والمستمعين إمعانا فى التفاهة وتسطيح الوعى العام، ويتصدر المشهد فيها أنصاف المثقفين وأشباه المتعلمين يخلقون معارك وهمية وأنتصارات زائفة. وذلك وزير للصحة يقرر أن تكون الخدمة مدفوعة الأجر فى المستشفيات العامة بالمحافظات والتى تعالج الفقراء مما أدى إلى تكدس المرضى غير القادرين على الدفع أمام هذه المستشفيات انتظارا لأي أمل فى العلاج أو البحث عن بديل عند الدجالين والنصابين، وهذه قنوات إعلامية تعلن عن أدوية مغشوشة وممارسى طب دجالين ومشعوذين دون رادع من خلق أو دين أو قانون، وهذه جماعة أو منظمة حماس (الإرهابية) يجلس قادتها مع كبار المسؤولين فى أجهزة الدولة المختلفة وسيتم افتتاح مكتب دائم لها فى القاهرة. هل أصبحت حماس غير إرهابية ولم تفتح السجون ولم تدمر أقسام الشرطة ولا تفتح الأنفاق لعبور الإرهابيين من وإلى سيناء؟ إذن لماذا يحاكم مسؤولون سابقون بتهمة التخابر معها؟!
نأتي لثالثة الأثافى أو رابعتها لأ اعرف ومع بداية العام الجامعى الجديد يقرر وزير التعليم العالي فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات أن يقوم رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات مع ممثلين للطلاب من كليات الجامعة بتحية العلم كل صباح لتعزيز الانتماء لدى الطلاب، ولا أعرف إن كانت هذه من بنات أفكار الوزير أم أن أحدهم أملاها عليه من وراء ستار.
يا سيادة الوزير تعزيز الانتماء يأتى لهؤلاء الطلاب من إحساسهم العميق بوطنهم الذي يوفر لهم حقهم فى تعليم راقٍ جيد ووظيفة كريمة بعد تخرجهم ويحفظ لهم حقهم فى الإبداع وحرية الرأي والتفكير، ومن الغريب أن رؤساء الجامعات نفذوا المطلوب منهم فى أول يوم دراسي وبعضهم زايد على الوزير وعزف الأناشيد وطلب عمل عروض موسيقية راقصة فى حب الوطن وعندما شاهدت بعض هذه المناظر خطر على عقلى الجملة الشهيرة التى يرددها الميكانيكية للتعبير عن العطل التام للموتور أو السيارة بقولهم (دى جابت زيت خلاص)