ببساطه بعد ما خلصنا كليه الطب والامتياز، نبدأ في اختيار التخصصات، مجموع درجات تخرجك ورغبتك، بتحدد التخصص.. يعنى على قد مجموعك بتختار تخصصك.
وأنا مجموعي جابنى مسالك، ومن هنا بدأت المضايقات والتنكيت والإفيهات.
فى الطوارئ، أى حاله احتباس بول يتم النداء عليك فى الميكروفون الداخلى (على طبيب المسالك النوبتجي الحضور للاستقبال لتركيب قسطرة)، وبعد شويه اصبح النداء (المسالك النوبتجي، قسطرة فى الطوارئ).
وده غير إن اسمك (بتاع المسالك) اللى هى أصلا حاجه المفروض نتكسف منها!
يعنى مايصحش فى مكان به سيدات مجتمع، إنك تقول إنك بتاع مسالك، الأشيك تقول جراح كلى، وكل ده تقدر تتعود عليه، وتتكيف معاه.
لكن الممتع في الموضوع بجد، هو المريض.
وهو معاك في العياده دايما العيان مكسوف، حتى لو الشكوى عادية، فدائما يبدأ الشكوى بكلمة: \”لامؤاخذة\”، بيحصل لي كذا، أو بحس بكذا. \”لامؤاخذة\”.. وبعد شوية تبدأ أنت كمان كدكتور في استعمال نفس الكلمة، وبتلاقى نفسك بتقول للعيان: \”لامؤاخذة\” العلاج ده مش هتبطله، و\”لامؤاخذة\” لازم تتابع، و\”لامؤاخذة\” اطلع هاكشف عليك.
وبسبب \”لامؤاخذة\”، كثير من المرضى لا يأتون للكشف، وحالتهم تسوء، لأنهم –لامؤاخذة- مكسوفين، وهذه الكلمة غير كافية لياتي إليك عارضا \”لامؤاخذة\” شكوته المكسوف منها.
بجد شوية عزيزي.. نحن دائما نقيس كل شئ بمفهوم أخلاقي مغلوط، فما يجلب الخجل لا يأتي بالعار، فكل أعضائنا متساوية أمام الطب وأمام الطبيب، والمرض مرض، والألم ألم.
سيدي، المرض مافيهوش \”لامؤاخذة\”.. \”اللامؤاخذة\” بس في \”اللامؤاخذة\”.