د. إيهاب أبو رحمة يكتب: عفوا يا سادة.. صحة المصريين في خطر

في مفاجأة غير متوقعة، تفاجئنا وزارة الصحة بقرار منع التصوير في المستشفيات الحكومية.. هل نحاول اخفاء القصور المتلازم في مستشفيات متهالكة؟ هل هو من منطلق غرس الرؤس في الرمال حتى لا نعلم بمشاكل المستشفيات ونحاول علاجها؟ أم أنها محاولة لاخفاء المساوئ المتأصلة في المستشفيات الحكوميه رغبه في البقاء في كراسى الوزارة؟

اتفهم أن يكون التصوير هو كشف لمشاكل المستشفيات لاتخاذ الحلول المناسبة, لمحاسبة المقصرين, لمعرفه من يستحق موقعه الوظيفي من عدمه.. اتفهم أن تكون مصلحة المريض المصري هي الغالبة على الوزارة جميعها لا اخفاء الصور من أجل منع الفضائح.

سيادة الوزير بدلا من محاولتنا لإيجاد حل لمشاكل الوزارة ومستشفياتها المتعفنة المتهالكة نحاول اخفاء المشاكل؟ سيادة الوزير، ظهور الصور هو الحل الوحيد أمامكم  من أجل اصلاح المنظومة إن صلحت النوايا، فليس هناك من مسئول في مديريات وزارة الصحة على استعداد أن يكشف قصور مديريته بالطبع حفاظا على منصبه، ولن يسمح لك أي مسئول لرؤيه السلبيات -إن صلحت نوايا الاصلاح- ففي كل مرة سترى فقط مستشفيات مليئة بالسجاد الأحمر والزرع.

سيادة الوزير نتمنى الاهتمام بالمريض المصري الغلبان، نتمنى التفكير في تطوير المنظومه غير الموجودة من الأساس.. نتمنى الاهتمام بالأدويه التي نقصت بشكل غريب وعجيب، نتمنى أن نحكم السيطرة على القطاع الطبي الخاص.

سيادة الوزير.. المريض المصري يستحق الاهتمام منا، فنحن في دولة  شعبها فقير مريض يعاني الأمرين من نصب مافيا العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة التي هي بلا أي رابط أو ضابط، ومن تهالك وندرة الإمكانيات في المستشفيات الحكومية، ومرضى يعانون من بعد الخدمات الطبية إن وجدت، وضعف مستوى الإمكانيات, وضعف مستوى الأطباء الصغار الذين لا يلامون، فهم يبحثون عن أعمال خاصة حتى يستطيعون العيش بعيدا عن بدل العدوى الـ 19جنيه من وزارتهم, بعيدا عن البدلات المربوطة بأمزجة شخصية لمن هم أعلى في المناصب, بعيدا عن الروتين لأطباء سلموا أنفسهم لمناصب بعيدة كل البعد عن الطب، والذي لم يحافظوا منه إلا على اللقب الذي تحصلوا عليه من تخرجهم في كليات الطب.

سيادة الوزير.. هل وجدنا حلولا لنقص الأدوية؟ لضعف المادة الفعالة في الأدوية؟ هل وجدنا الحلول للتوزيع العشوائي للأطباء، والذي هو على هوى الموظفين الكبار كل على قدر واسطته؟ هل عالجنا مشاكل التعليم الطبي وتسجيل الأطباء في الزمالة والماجيستير والدكتوراه، في ظل تعنت الجامعات المصرية؟ هل وجدنا حلا مناسبا للأجهزة المطلوبة غير المتاحة في المستشفيات؟ وهل وجدنا الحل لصيانة هذه الأجهزة؟

هناك مشاكل حقيقيه في عدم الاستفاده بخبرات الأطباء المتاحين للوزارة ناتجة عن الوساطة والمحسوبية, هل وجدنا لها حلا؟ هل وجدنا حلا للهروب الجماعي للأطباء من وزارة الصحة؟ هل وجدنا الحلول لرفع المرتبات المتدنية للأطباء؟ الأطباء في وضع مادي لا يحسدون عليه، وعفوا هنا لا اقصد الأطباء من أباطرة العلاج الخاص، اقصد صغار الأطباء الذين لا يجدون أي حل إلا الفرار وبيع ما تبقى لديهم من علم من أجل حياة كريمة فيها رحمة وإنسانية وبعد عن مال حرام.

في بلدان العالم المتقدم لا توجد عيادات خاصة محدودة الإمكانيات.. هناك مستشفيات خاصة كاملة التجهيزات، وفقط تنافسها، بل تكاد المستشفيات الحكومية أن تكون أفضل منها طبيا وخدميا.. هل ناقشنا حل الغاء العيادات الخاصة والمتسببة في إفقار الفقراء؟ هل وجدنا الحلول لعمل تأمين صحي شامل لجميع المصريين، مع العلم أنه أقل تكلفة على المرضى المصريين البسطاء؟ هل ناقشنا حل فرض تأمين صحي على القطاع الخاص لكافة العاملين فيه أسوة بالقطاع الخاص في الدول المتقدمة؟ سيادة الوزير, اسمح لي أن انتقد هذا القرار واتمنى منكم سماع الاقتراحات من الجميع ودراستها.. اتمنى أن نحاول كشف أوجه القصور، لا أن نخفيها فالمناصب زائلة، ولن تستمر إلا القرارات وما نتج عنها من حلول للمشاكل المعروفة للقاصى و الداني، لكن ينقصنا الحلول المناسبة.. ينقصنا محاربة أباطرة العلاج الخاص.

سيادة الوزير.. وفقكم الله لما يحب ويرضى من أجل مريض فقير.. من أجل مريض لا حول له ولا قوة كسره المرض وأجهزت عليه أوجه القصور في مستشفياتنا

وفقكم الله.

للتواصل مع الكاتب:                     

ehababurahma@gmail.com                                                                           

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top