دكتور حسين خيرى.. سمعنا عنكم كثيرا.. سمعنا عن اجتهادكم.. سمعنا عن حرصكم على طلابكم.. حرصكم على عملكم, حرصكم على جامعتكم.. سياده النقيب.. من كثرة ما سمعنا عنكم تمنينا أن يتغير واقع الصحه المرير في مصر.
سياده النقيب كانت قناعتي أنه لابد وأن يكون نقيب الأطباء من حواري وأزقه وزارة الصحة، ليكون على دراية تامه بحالها الصعب ووضعها المتفاقم، وما زلت على هذا الرأي واتمنى أن يتغير رأيي بتوليكم.
اعلم جيدا أن المنصب ثقيل جدا وتحمله أثقل واتمنى أن تستطيع تحمل هذه المسئولية الضخمة, فابناء مهنتكم في ذل ومهانة من راتب متواضع جدا لا يكفي الغذاء اليومي.. من بدلات لا تقبض في وقتها.. من عدد زائد من النوبتجيات التي لا يتحملها بشر وغير مدفوعة الأجر, من روتين موظفي الصحة الذين يتناسون دوما أنهم أطباء في تفتيشهم على زملاء مهنتهم، ومن نقص رهيب في الأدويه اللازمة والأساسية.
سياده النقيب.. اعلم تماما أنه في زياراتكم للمستشفيات -لو كانت معلنة- لن ترى إلا السجاد الأحمر والاهتمام، لكن ما خفي كان أعظم.
سيدي.. تذكر دائما أنك في منصبكم هذا تسعى لخدمة زملاء مهنتكم الذين هم بلا أي سند خلفهم.. لا يشعرون أن خلفهم نقابة تحميهم، ولا وزراة تعمل لشئونهم.
سيدي.. ستقابلون مسئولين من الأطباء نسوا الطب، ولا علاقة لهم به إلا التفتيش على زملائهم ودفاتر الحضور والانصراف.. كل اهتمامهم برخام وتشطيب المباني وحضور الطبيب ولا وجود لاهتمام بشأن رواتب الأطباء ولا عدد ساعات العمل الآدمي ولا عن نقص الأدوية العجيب، ولا عن الأجهزة التالفة ولا عن الإمكانيات المتهاوية.
سيدي النقيب.. أطباء مصر ومرضاها في خطر.. أمامكم العديد من الملفات: رواتب الأطباء.. مافيا العيادات الخاصة والنصب الطبي.. ومافيا المشتريات.
سيادة النقيب.. ثلثا أطباء مصر في الغربه بحثا عن رزق حلال، بعيدا عن مافيا العلاج الطبي الخاص.. بعيدا عن التعامل اللإنساني من عدد غير آدمى لساعات العمل وتعامل لا يحترم الطبيب ولا يراعي حق المرضى .
سيادة النقيب.. مرضى مصر يستحقون تأمينا صحيا حقيقيا.. علاج وأدوية فعالة غير تلك التي في المناقصات والمضاربات.. يستحقون أطباء على درجة عالية من الرحمة ومن العلم والتدريب.. يستحقون أطباء يعيشون في حالة نفسية ومالية جيدة، ففاقد الشئ لا يعطيه، فكيف نطالب الأطباء بعلاج المرضى، وهم لا يجدون من يطبب مرضهم.. من يريحهم من التعامل اللإنسانى معهم.
سيادة النقيب.. توزيع الأطباء، يتم في أغلب الأوقات بالمحسوبية والمجاملات، فهناك سوء توزيع غريب، حتى المناصب تتم بالمحسوبية وارضاء لمن يتكلمون كثيرا.
سيادة النقيب.. الميزانية دائما تقف عند الأطباء، لكنها موجودة ومتاحة للمستشارين في الوزارة.
سيدي.. الأطباء في الوزارة يعانون من مشكله تسجيل الدبلومات والماجيستير والدكتوراه في الجامعات المصريه لتعنت الجامعات في الأغلب وأيضا للمحسوبية!
دكتور حسين.. ماذا أنتم فاعلون في كل هذه الملفات الشائكة؟
اتمنى من كل قلبي نجاحكم في كل هذه الملفات الي هى بمثابة حرب مقدسه من أجل مرضى فقراء وأطباء متهالكين، ومن أجل صحة الشعب المصري الذي يعانى من تفشي أمراض عديدة، بل وينفرد بالكثير منها في العالم.. وفقكم الله.
للتواصل مع الكاتب:
ehababurahma@gmail.com